زعمت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية عبر تقرير لها أمس أن الأقباط في مصر يعانون الاضطهاد، وهو الثانى من نوعه عن القضية ذاتها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث سبقتها إلى ذلك هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" فى تقرير نشر لها مؤخرًا. وقد كررت "واشنطن تايمز" المزاعم التى بدأت تفقد معناها من كثرة تكرارها دون أدلة موثقة عبر مصادر محايدة إلا أن الجديد فى الأمر هو ما تحدث عنه التقرير من (استهداف) علنى من المسلمين للأقباط وصل إلى حد خطف الفتيات وإجبارهن على الإسلام والزواج من مسلمين، وذلك بصورة (رهيبة) فى ظل ما وصفته الصحيفة بتواطؤ مزعوم من السلطات المصرية برفض ملاحقة مرتكبى هذه الحوادث أو معاقبة الذين يقومون بهدم الكنائس، وهو ما جعل مصر تتصدر تقريرًا دوليًا صدر مؤخرا حول مستويات الاضطهاد الدينى فى العالم وما نشره منتدى "بايو". والمؤكد أن تلك المزاعم التى تتحدث عن اضطهاد يعانى منه الأقباط بين الحين والآخر، تكشفها وقائع عديدة تؤكد أن فئات كثيرة من المجتمع المصرى تعانى ظروفا اجتماعية ودينية واقتصادية تدور حول معنى الاضطهاد اقترابا أو ابتعادا، وإلا بماذا نصف عمليات الإرهاب الرسمية ضد فتيات مسلمات كل جريمتهن أنهن قررن ارتداء زيًا يبدو غير مألوف بالنسبة للمجتمع المصرى وكل ما يطالبن به هو أن يمارسن حريتهن فى ممارسة شعائر دينهن بالحرية ذاتها التى تمنح لأى مطربة من مطربات الجنس الفضائى الشهيرات. ولا ننسَ هنا كيف أصبحت مصر إلى جانب دول مثل باكستان بمثابة سجون عمومية يتم فيها إيداع مواطنين مصريين "مسلمين" تم اتهامهم – ليس عبر النظام القضائى المصرى- ولكن من أمريكا بالتهمة التقليدية "الإرهاب"، وهو ما كشفته تقارير رسمية دولية. شواهد أخرى تدحض تقرير واشنطن تايمز والتقارير المماثلة، تتمثل فى أن مزاعم الاضطهاد الإسلامى للأقباط فى مصر لم تظهر لأول مرة إلا على ألسنة أقباط مهاجرين تحولوا إلى تابعين لأجندات غربية تسعى لوضع القيادة السياسية المصرية تحت ضغوط دائمة لإجبارها على الخضوع لمشروعات الهيمنة الصهيو – أميريكية، وعلى رأسها مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذى يرتكز بالدرجة الأولى على تفكيك الدول العربية الكبرى إلى دويلات لا حول لها ولا قوة وذلك على أساس طائفى "إثنى"، فيما تبقى "إسرائيل" هى القوة الوحيدة فى المنطقة.