الفريق أول/ عبد الفتاح السيسي س1 : البعض يقول أن هناك تنازلات ومفاوضات للخروج الآمن وغيرها من الأخبار ؟ ج1 : ليس بيدي .. وليس بيد أحد من الرئاسة .. أن يتفاوض .. أو يعطي تنازلات .. فليس لدينا هذه المساحة . وليس هناك شيء نقدر أن نقدمه لهم .. مهما كانت الضغوط .. فنحن ملتزمين أمام الشعب في تنفيذ طلباته التي نزل من أجلها يوم 30 يونيو .. والذي إنتهينا إليها في يوم 3 يوليو .. فلا يتصور أحداً أن بإمكاننا .. أن نغير أي خطوة تم وضعها في خارطة الطريق فمن العار أن أرى الكثير يعيش في عالم إفتراضي يرسمه بخياله .. وهو يفتقد أدنى حدود العقل .. ولم يسأل نفسه .. ماذا لو تم التنازل عن أي شيء .. .. ماذا غير مزيد من الإنقسامات .. فهناك ضريبة سوف ندفعها في كل الأحوال .. وما نفعله لا يزيد عن تقليل هذه الضريبة إلى أقل حد ممكن .. س2 : وماذا عن تلك الوفود التي تأتي يومياً من أجل إنقاذ الاخوان ؟ ج2 : نعم هم أتوا تباعاً لإنقاذ الإخوان .. فهناك ضغط إعلامي تم صناعته .. وكان يجب إمتصاص هذه الضغوط .. فهناك أمر واقع جديد .. وهناك رفض لهذا الأمر الواقع .. ولكن مع كل زيارة .. كان الإعتراف بالأمر الواقع يزيد عند تلك الدول س3 : ولماذا سمحت الإدارة المصرية لهذه الوفود بالتعاطي مع الإخوان بهذا الشكل الذي رآه البعض إهانة ؟ ج3 : الإهانة الحقيقية هو تصور البعض أننا حكومة طاغية .. تريد أن تقتل أبناءها .. وهكذا صوروا للعالم .. فكان فتح الباب للجميع للاطلاع على ما هو على الساحة المصرية هو خير دليل على أننا .. لا نقتل أبناءنا .. وأننا نعطي المساحة الكاملة للجميع للتعامل مع الأمر الواقع الجديد .. وإعطاء الفرصة للجميع أن يلتحق بخارطة الطريق س4 : فما الفارق بين زيارة آشتون على سبيل المثال .. وما بعدها من الوفود ؟ ج4 : زيارة آشتون هي زيارة مفصلية .. حيث أنها كانت قادمة لبحث خيارات أمريكية في ثوب أوروبي .. وكان علينا أن نعطيها الفرصة كاملة .. كي تتعرف على الواقع الجديد .. وفعلياً خرجت من مصر .. وهي متأكدة أن هناك واقع لابد من التعاطي معه .. ولا يمكن كما كان يتصور الأمريكان الرجوع عنه .. وقد نقلت هذه الرسالة بوضوح .. وعلى أساسها تحرك باقي الوفود لإقناع الإخوان بالتعامل مع الواقع الجديد وتقليل خسائرهم س5 : ولكن البعض يرى زيارات الوفود لشخصيات في السجن يعد إنتهاكاً لسيادة مصر ؟ ج5 : ليس هناك مساس بسيادة مصر .. فمن حق السجين أن يزوره أهله ومسئولي حقوق الإنسان والمحامين .. وإن كان بالنسبة للرئيس السابق هناك بعض الإحتياطات الأمنية لتأمينه فقط ..والحفاظ على حياته .. ولكن على وجه العموم .. فهم لهم حق دستوري وقانوني .. بل والمتهم بريء حتى تثبت إدانته س6 : ولكن هناك من رأى أن وفود رسمية تزورهم في السجن .. فهو عار علينا على حد قولهم ؟ ج6 : على العكس تماماً .. هذا السؤال توجه للوفود أمام شعوبهم التي تعاطت مع مسجونين جنائيين .. فمعظمهم كان يحتاج لسرية الزيارة وبعضهم إستاء من تسريب الزيارة .. لأنها تشكل إحراجاً لهم .. فأول تساءل ستطرحه شعوب العالم .. ما العلاقة التي تربط بين حكوماتنا .. وهؤلاء .. والتي تضطرهم للتعامل مع متهمين جنائياً بل بالتخابر أيضاً .. .. وعلى العكس كانت بالنسبة لنا مفيدة س7 : قلت أن زيارات الوفود لمن في السجون مفيدة .. ما هو وجه الإستفادة؟ ج7 : وجه الإستفادة كبير جداً .. لكن سنختصر عناصرها في التالي .......... سهل لنا حملة إعلامية عالمية بأقل التكاليف عن الوضع الجديد .......... فتح الباب للتعرف على الواقع الجديد ومن ثم الإعتراف بهذا الواقع والتعامل معه وإقرارة .. والتعامل مع الحكومة الجديدة والتعرف على توجهاتها .......... التأكد أننا نتعامل معهم معاملة الإخوان والسجناء معاملة حسنة .. وهذا ما لم يقدر الوفود أن ينفوه ......... التأكد أننا لا نتعامل بمبدأ الإقصاء .. وأننا نعطي كل الفرصة للالتحاق بخارطة الطريق .. رغم تأكدنا أن الإخوان لن يتراجعوا ......... مقابلتهم بهؤلاء .. أقنعتهم أن هذا الفصيل منفصل عن الواقع .. وأنهم أصبحوا خطراً على صانعهم .. غير الكثير من الفوائد التي لا يسع ذكرها س8 : قلت أن الإخوان لن يتراجعوا .. لماذا ؟ ج8 : نعم فنحن نعلم تمام العلم ما في الكواليس .. ولكن سأكتفي بتوضيح بعض النقاط .. .. هناك جنة صنعوها لأنفسهم .. والتخلي عنها هو قمة الصعوبة .. في طريقهم لإستعادة الجنة .. تحالفوا مع جماعات وتورطوا في وعود وحشدوا أفراد .. كلهم ينتظرون ما تم وعدهم به .. طبيعة هؤلاء .. أنهم لا يعيشون في الواقع .. ولكن رسموا خيال خاص بهم .. ولن يخرجوا منه أبداً .. وسيتمادوا .. لذلك كنا متأكدين من فشل جميع الوفود أن يتعاطوا معهم في أي حل .. وهم يعلمون تمام العلم أن تنظيمهم سيلاحق قانونياً فهناك جرائم كثيرة .. سيسقطون فيها .. وبالتالي تنظيمهم على مستوى العالم في خطر حقيقي .. وأهم نقطة أن الإخوان يعشقون الصفقات ولا يمكن أن يتعاملوا مع أمر واقع .. فهم يعقدون الصفقة .. حتى لو كانت وبالاً عليهم .. حتى يشعروا بشعور النشوة وكونهم تعاملوا من تحت المنضده دائماً .. فهم يعشقون هذا .. وهذا ما لم نمكنهم منه أبداً .. لذلك لن يجلسوا على منضدة واحدة مع باقي القوى .. هم يعتقدون فعلياً أنهم منصورون من الله .. وأنهم إتخذوا عهد عنده .. بل ضمنوا الجنة .. وهذا ما يجعلنا نترفق بأتباعهم حتى يعرفوا الحقيقة .. فهم يريدون أن يموتوا .. ويظنون أنها الشهادة .. فهذا ما يشحنوه فيهم طول الوقت .. س9 : تكلمت على أن هذا الفصيل .. خطراً على صانعهم .. كيف؟ ج 9 : إني أشرت بوضوح في حديث لجريدة أمريكية .. أنه فصيل غير وطني وأنه لا يؤمن بالقومية المصرية .. ولذلك فقد إستخدمته دول لتحقيق مآربها التوسعية .. وكان لابد أن نتحمل ونفوت الفرصة على صانعم والذي ما زال يسعى لتحقيق مآربه ولا يكل ولا يمل .. وبالتالي كان أولاً يجب عرض هذا النموذج على الشعب كنموذج حاكم .. ويعي الشعب حقيقته .. فلا يمكن مواجهة هؤلاء وأعوانهم بالخارج .. بدون الشعب .. وكان لابد أن يرى الوفود حالة اللاواقع واللا منطق .. بل والعبارات المبطنة بالتهديد التي تصدر من هؤلاء المساجين .. لهذه الوفود . إذا لم يساعدوهم في العودة إلى الحكم .. فهناك ملفات من شأنها أن تهدد وتفضح هذه الحكومات أمام شعوبها س10 : قد عاب البعض على تصريحك في الجريدة الأمريكية .. عن طلبك من الإدارة الأمريكية للضغط على الإخوان لفض إعتصامهم واعتبروا هذا إستنجاد بأمريكا .. على حد قول الإخوان ؟ ج10 : المعنى المطلوب .. أن من بيده الدميه .. هو القادر على غلق المفتاح .. وهذا المعنى المطلوب إيصاله للشعب الأمريكي والعالم .. بشكل دبلوماسي .. هذا من جانب .. ومن الجانب الآخر كما قلنا من قبل .. أن هؤلاء لن يتراجعوا عن مخططهم في الشرق الأوسط .. وكان يجب أن نضع الإدارة الأمريكية والإخوان في كفة واحدة ولا نفصل بينهما .. في التعامل مع الموقف .. فهي جماعة تنتمي لهم ولا تنتمي لمصر س11 : هل هناك إحتمالات مواجهة مع الناتو .. بسبب هذه الجماعة ؟ ج11 : نعم بالطبع .. فقد بدأت المواجهة فعلياً .. ونتوقع أن تزيد حدتها مع مرور الوقت وتتغير أشكالها وتتباين .. فعندما تفصل الذيل عن الجسد .. فلا تنتهي المسألة .. وفي الوقت الذي يتحرك الذيل فيه بحركات عشوائية قبل موته .. يظل باقي الجسد والرأس .. وعلينا مواجهتها آجلاً أم عاجلاً .. وما نفعله حالياً وما يستاء منه البعض ولا يقدر الموقف حسن تقدير .. هو تقليل وتقليم الأطراف وشل حركة الجسد .. والرأس التي تفكر أن تصعد من الموقف .. فكان علينا تنحية الإتحاد الأوروبي عن هذا الجسد وجميع الدول الممكن التأثير عليها لتقليل حجم المواجهة .. وتصبح مع دول فقط وليس حلفاً كاملاً س12 : قلت أن هناك مواجهة حتمية مع دول بالناتو .. وكل ما يحدث حالياً هو تقليل عدد دول المواجهة .. متى تتوقع أن تصل المواجهة لأشدها ج12 : نعمل على عدم الوصول لهذه النقطة .. والضغوط الداخلية كبيرة جداً .. بل هناك الكثير من لا يفهم حقيقة الصراع الحالي فنحن نهدم مشروع سعوا إليه في مصر منذ خمسة وثلاثون سنة .. ناهيكم عن مشروعهم في الشرق الأوسط كله .. وحلم توسع إسرائيل .. لذلك أرى أن هناك إحتمالات أن تقوم بعض الدول وخصوصاً تركيا في تأجيج المواجهة .. خلال شهرين على الأكثر .. ونحن مستعدون لذلك .. إذا أضطررنا .. وإن كنا نسعى لتفويت الفرص على هذه الدول .. ونحن ناجحين في ذلك حتى الآن