في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره " البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره . وقولها " وشد مئزره " كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ، ومعناه التشمير في العبادات . وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع . وهو تفسير خاطيء.. فهذه الكلمة التي قالتها السيدة عائشة فسرها بعض العلماء بأنها كناية عن اعتزال النساء، وهي تفسير غير لائق لا يجوز الأخذ به أو تداوله حتى بين طلاب العلم، لأنه يظهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان شهوانيا طوال العام غير مشدود المئزر، ولم يشد مئزره إلا في العشر الأواخر من رمضان!.. وهذا تفسير يكذبه الواقع ولا يشهد بصحته على أية حال.. أما التفسير الآخر فيذهب إلى أنها كناية عن الجد والاجتهاد، كما هو مشاهد من أحوال الناس، فمثلا نجد الإنسان عندما يريد أن يباشر عملا صعبا كرفع حمل ثقيل أو اجتياز ماء قذر، نجده يرفع مئزره لتجنب هذا الأذى، فإذا رفع مئزره إلى أعلى انكشفت ساقه من أسفل، وأحيانا يقوم بثني إزاره عدة ثنيات فتكشف ساقه من أسفل.. وهذا المعنى ورد في القرآن الكريم بنفس هذه الصورة الحسية في قوله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ }(القلم 42). وهو كناية عن التشمير للجد والاجتهاد ، وهذه الآية هي التي جعلت السيدة عائشة تبتكر معنى "شد مئزره" من خلال فهمها للقرآن الكريم، وبالتالي فهذا المعنى مأخوذ من آيات القرآن الكريم وهو كناية عن الجد والاجتهاد للعبادة في رمضان أكثر من غيره..