بعد العرس الجميل الذى شهدته مصر يوم 26 يوليو والذي انتهي بتفويض القوات المسلحة والشرطة لمواجهة الإرهاب، الذى لم يذكر مطلقاً جماعة الإخوان إلا أن الإخوان الذين أصبح من المخجل والمؤسف وصفهم بالمسلمين أصروا على تحويل الروؤس والأعين بعيدا عن هذا العرس بمجزرة دبرت لها السفيرة الأميركية ودعا لها صفوت حجازي مسئول الدم بالجماعة الإرهابية فقد قال صفوت حجازى على منصة رابعة "أن يوم الجمعة هو يوم الفرقان ويوم السبت سيكون هناك حدث جلل ويوم الاحد سيكون مرسى معنا ورئيسا للجمهورية". الشيخ القرضاوى بدوره لم يكذب خبرا، فدعا الأممالمتحدة وجميع مسلمى العالم والمؤسسات الحقوقية والهيئات السياسية والدبلوماسية ليأتوا إلى مصر لمشاهدة المجازر التى تحدث فى مصر ووصف الجهات الأمنية بالوحوش وقال أنه ليظلم الوحوش بذلك الوصف لأن الوحش يقتل فردا واحدا أما الأمن فيقتل المئات والآلاف. ومصر يحدث فيها مذابح بشرية كل يوم. وبدلاً من أن تنقل وسائل الإعلام مشاهد مظاهرات 26 يوليو المؤيدة للجيش أصبحت جميعها تنقل مشاهد القتلى والجرحى فى طريق النصر. ومع نشر المصادر الأمنية لأخبار عن سماح أعضاء اللجان الشعبية التى يشرف عليها معتصموا رابعة للأفراد بالدخول ولا يسمحون لهم بالخروج مرة اخرى ما زاد مخاوف سكان منطقة رابعة ومحيطها من تتابع الاحداث وخاصة مع صدور بيان مجلس الدفاع الوطنى والذى يطالب معتصمى رابعة بالحفاظ على سلميتهم وأكد على حرمة الدم المصرى. وقد حاولت "مصر الجديدة" رصد ردود أفعال بعضاً من قاطنى رابعة ومحيطها. وأكدوا جميعها انهم ضاقوا ذرعا بذلك الاعتصام، كما سنري: السيدة منى محمد إحدى ساكنات رابعة وهى تقطن بالمبنى رقم 12 مواجه للاعتصام وتشكو من امتداد فترة الاعتصام ومعاناتهم طوال الوقت من تصرفاتهم وخوفهم من المعتصمين الذين يعتلون أسطع المبانى ويخشون طوال الوقت من مهاجمة المعتصمين لهم وتقول انهم يخبئون اسطوانات البوتاجاز فوق الاسطح بالاضافة إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم وحتى توصيل علاج السكر لها والذى تعانى من نقصه الآن. وهذه العمارات يقطن جزء كبير منها مهجرين منذ عام 67 – وهذا ما تقوله تلك السيدة – ان عبد الناصر هجرهم الى هذه المنطقة بعد العدوان فاذا كان هذا الوضع سيستمر فعلى الحكومة تهجيرنا وترك المنطقة لهم. شاهد عيان اخر من شارع امتداد رمسيس تحفظ على ذكر اسمه - يقول أن هناك شهود عيان قدموا طلباتهم للنيابة للشهادة حيث يؤكدون أن بعض من سقطوا فى رابعة كانت تاتيهم الرصاصات من الخلف ومعنى هذا أن من قتلهم من كان يسير فى مسيرة الاخوان انفسهم. أما ماهياتاب محمد فتقول ان معتصموا رابعة كانما يعاقبونا "لقد علمنا ان سكان رابعة قدموا بلاغات للنائب العام – كما قال البلتاجى –" وكان يهددهم ويتوعدهم وقد صورت هذه المواطنه عملية إدخالهم للأسلحة إلى مسجد رابعة وانزلتها على الفيس بوك واليوتيوب ليراها الجميع، وتذكر مدى خوفها على أطفالها حتى أنها اضطرت لإرسال أبنائها لدى والدتها. وتستنكر استمرار الاعتصام حتى الآن رغم تفويض الامن بمكافحة الارهاب وهذا بالتأكيد إرهاب من وجهة نظرها. كما بكت إحدى القاطنات وهى تسكن فى العمارة رقم 15 وتقول أنها لا توافق على كلام القوى السياسية الذين يطالبون بالتعامل بالرفق مع المعتصمين وإرسال لجان للتفتيش عليهم وهم لا يتسمون بالسلمية على الإطلاق فى كل ما جرى من أحداث وتقول إن كانوا هم سينتظرون اللجان وتقاريرها ويعترضون على عودة إدارة وزارة الداخلية المختصة بالمكافحة فليأتوا هم ليسكنوا فى منازلنا ويروا ما نراه ونعانيه يومياً. كما وصفت رانيا محمد وهى تعمل بمطار القاهرة مدى معاناتها فى الذهاب يوميا إلى عملها والعودة بالإضافة إلى تواتر الابناء عن أن المعتصمين يخططون لأخذ رهائن من السكان واحتجازهم كدروع بشرية لحماية أنفسهم فى حال فض الاعتصام بالقوة. شادى عبد الله، صحفى فى الاهرام واحد قاطنى رابعة قدم عدد من شهادات العيان وقد قدم بلاغات هو وغيره وانتظروا أمر النائب العام لفض الاعتصام بشكل قانونى والآن المنطقة محاصرة بشكل رهيب ولا يمكنهم الدخول أو الخروج أو التحرك. وقد رأى بعينيه أمام منزله إحدى السيارات القادمة من اعتصام رابعة وألقت اثنين من الافراد وقد قطعت عقل أيديهم وأرجلهم - على حد قوله- وهم معصوبى الأعين ومقيدين وإن كانوا لازالوا على قيد الحياة وكان هناك ميكروباص اشتبهوا في سائقه فاخذوه وادخلوه في الاعتصام وافرجوا عنه اليوم التالى كما يحكى عن آخر رآهم يلقوه أيضاً وقد قيدوه وعذبوه بالكهرباء وقد زادت درجة الحصار والتعذيب بدرجة كبيرة. كما يقول أنه كان متواجداً فى احداث النصر وأخبرهم بإمكانية إخراجهم بسيارته من الاعتصام بامان ولكنهم رفضوا وقالوا انهم هنا ليموتوا. وقد تعرض شخصياً لإطلاق النار فى أحداث الحرس الجمهورى عندما رأى احدهم وبحوزته السلاح الآلى. كما ذكر أنه وفى احداث النصر أيضاً أصيبت إحدى جاراته اثناء نزولها من العمارة برصاصة فى ساقها. وجميعنا في انتظار نهاية هذه القصة. أما مريم وهى أيضاً من ساكنى رابعة تشكو من الحصار وتقول أنه فى الصباح لا يكون هناك احد ثم يبدأون فى التوافد مع وقت الظهيرة ليحصلوا على وجبتى الإفطار والسحور بالإضافة إلى المال وهناك محل زاد فى الطيران وهو تابع لخيرت الشاطر وهو من يمدهم بالطعام. كما تشكو أيضاً من تسللهم للمناطق المحيطة بالاعتصام ومحاولتهم لتوسعة منطقة الاعتصام حتى وصلوا إلى مسجد فاطمة الزهراء وبدأوا فى الاتسقرار فى المسجد و النوم فيه وأصبحوا لا يستطيعون الصلاة فيه. ورجت من الأجهزة الأمنية عدم السماح لهم بتوسعة منطقة الحصار التى يعتصمون بها كما أنهم طوال الوقت يتطاولون علينا بالسباب والاهانات. ووصفت القائمين على منصة رابعة بأنهم انصاف رجال.
صورة تكشف حجم التسليح في اعتصام رابعة
فض الاعتصام اللواء سامح سيف اليزل - الخبير الاستراتيجي - تحدث ل"مصر الجديدة" عن بيان مجلس الأمن الوطنى الأخير، وقال أن هذا التحذير واضح والبيان صادر عن مجموعة تعلم تماما ما تقوله وبالتالى على من أرسل اليه هذا الإنذار أن ينظر اليه بجديه ويعلم أن كل كلمة فى هذا البيان درست جيدا وكل معنى فيه مقصود وواضح وعليهم أخذه بمأخذ الجد. ويقول أن هذا أول تحذير رسمى يصدر عن هيئة بهذا المستوى ويعتقد أنه اخر تحذر ولا يتوقع بيانات أخرى ستصدر بهذا المعنى مرة اخرى. وإن كان فض الاعتصام فى دول مثل بريطانيا يسبقها امر قضائى فإن هناك العشرات من البلاغات المقدمة من سكان رابعة والنهضة تضرروا فيها من أعمال السرقة والنهب والإساءة. ويتصور سيادة اللواء أن النيابة ستصدر قريبا قرارا للجهات المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة لفض هذه الاعتصامات بقوة القانون. كما أكد سيادته على أنه ليس لديه أى معلومات توحى بفض الاعتصام بالقوة. ويتصور- بشكل شخصي -أنه إن فشل هذا الطرح فسيكون هناك اختيارات أخرى. وعن رغبة بعض القوى فى تفتيش هذه الاعتصامات فيستبعد سماح المعتصمين أو القائمين على الاعتصام لتلك اللجان بالدخول فهو لا يتصور حدوث هذا ويستبعده تماما وإن كان الطرح جيد ومقبول إذا تم ولكنه من الصعب تحقيقه. وعن أحداث طريق النصر قال سيادة اللواء أن غرضهم كان الوصول لكوبرى اكتوبر لقطع الكوبرى وإيقاف الحياة والمرور فى مصر وعندنا فشلوا قاموا بتقليع 20 الف متر مربع من الارصفة على الأقل لوضعها كدشم.