رأى محللون عسكريون وسياسيون اليوم (السبت) أن مصر سوف تشهد مرحلة من الاضطرابات الأمنية والعنف، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، لكنهم أكدوا أنها مرحلة لن تطول لعدة أسباب. وبحسب تقرير ل"شينخوا" تتمثل الأسباب، بحسب المحللين، فى أن الجيش المصري قوي، وأن الأجهزة السيادية "واقفة على رجلها"، وان الشعب لن يسمح باستمرار العنف بل سيحتشد مجددًا في الميادين لشل قدرة أنصار مرسي من جماعة (الاخوان المسلمين) على ممارسة العنف أو كسب تعاطف الناس. ولقى 36مصريًّا مصرعهم وأصيب 1076 آخرون في اشتباكات نشبت أمس الجمعة بين أنصار مرسي ومعارضيه، في محافظات القاهرة والجيزة وقنا والغربية والدقهلية والسويس وشمال سيناء والاسماعيلية ودمياط وسوهاج والأقصر وأسيوط، وفقًا لوزارة الصحة المصرية. ووصف المرشد العام للاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع عزل مرسي بأنه "انقلاب عسكري باطل"، وقال أمام حشد من أنصار التيار الإسلامي أمس الجمعة في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة: إن "كل الملايين ستبقى في الميادين حتى نحمل رئيسنا المنتخب الرئيس محمد مرسي على أعناقنا أو نفديه بدمائنا". واليوم، أعلنت جماعة إسلامية جديدة عن انطلاقها في مصر تحت اسم جماعة "أنصار الشريعة"، واعتبرت عزل مرسي "إعلانًا للحرب"على معتقداتها وهددت باستخدام العنف لفرض أحكام الشريعة الإسلامية. وقال الخبير العسكري جمال مظلوم: إن الجيش لن يسمح بانزلاق الوضع في البلاد إلى دوامة من العنف، ولن يترك الأمور تصل إلى حالة حرب أهلية، وقال مظلوم، وهو لواء جيش متقاعد، لوكالة أنباء (شينخوا): إن "تغيير النظام الإسلامي في مصر تكلفته غالية لكنها ليست غالية جدًّا"، مضيفًا أن الجماعات الإسلامية تميل للعنف، وقوات الأمن ضبطت حين ألقت القبض على المرشد العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين مهدي عاكف أسلحة غير مرخصة مع حرسه الخاص، كما ضبطت أسلحة كانت تنقل لبعض المحافظات. وردًا على سؤال حول احتمال أوصول الأمر إلى حرب أهلية، قال: "لا أعتقد أن الوضع سيصل إلى هذه الدرجة"، مشيرًا إلى أن مصر ستشهد أعمال عنف لعدة أيام ثم تهدأ الأمور، مؤكدًا أن الوضع سيكون تحت السيطرة والجيش لن يسمح بغير ذلك. وحول ما إذا كان عزل مرسي سيؤدي إلى نشاط أكبر للجماعات الإسلامية التي تتبنى العنف بل وظهور أخرى، قال: "الشعب يلفظ هذه الجماعات.. ومن الصعب أن تنتشر في محافظات مصر". لكن أعاد قائلًا: إن الجماعات تتواجد فقط في سيناء واعتقد أن الجيش قادر على السيطرة على الأمور فيها، وتابع: إن هناك عدة أسباب تمنع مصر من الانزلاق للعنف أولها أن الجيش قوي والأجهزة السيادية بالدولة واقفة على رجلها".