الجنرال ... الجمسي في لفتة نبيلة ووفية ما أحوج العسكرية المصرية لاستلهام دروسها وعظاتها، استعرض العقيد اركان حرب "أحمد محمد على" المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية - على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، فيلما تسجيليا للمسيرة المشرفة للمشير الراحل/ محمد عبد الغنى الجمسى - وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية خلال الفترة من 1974 - 1978.
وكشف الفيديو تفاصيل جديدة عن حياة "الجنرال" الجمسى أحد أبرز القادة العسكريين فى تاريخ مصر الحديث، وتحدث عن نشأته فقد ولد محمد عبد الغنى الجمسى عام 1921 بقرية البتانون التابعة لمحافظة المنوفية وتوفى إلى رحمه الله تعالى فى 7 يونيو 2003 عن عمر يناهز 82 عام . وأبرز الفيلم تاريخه الرائع أثناء معارك حرب اكتوبر المجيدة 1973 ثم ترأسه للوفد العسكرى المصرى فى مباحثات الكيلو 101، والمفاوضات العسكرية المصرية / مع العدو الصهيوني. وأشار إلى مشاركاته بالعديد من الحروب والمعارك أبرزها الحرب العالمية الثانية - العدوان الثلاثى 1956 - حرب 1967 - حرب الإستنزاف - حرب أكتوبر المجيدة 1973
وقد عين الجمسى وزيراً للحربية والقائد العام للقوات المسلحة خلال الفترة من 1974 أكتوبر 1978 ثم عين نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والإنتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة فى عام 1975 ، والمستشار العسكرى للسيد رئيس الجمهورية واخيرا فى عام 1978 تقاعد بناء على طلبه فى 11 نوفمبر 1980. وقد تقلد الجمسى خلال مسيرته العديد من المناصب القيادية بالقوات المسلحة، أبرزها موقعه كرئيس لعمليات القوات البرية 1966 ، رئيس أركان الجيش الثانى 1967 ، رئيس هيئة التدريب القوات المسلحة 1971، مديراً للمخابرات الحربية ثم رئيساً لهيئة عمليات القوات المسلحة يناير 1972 - رئيس أركان حرب القوات المسلحة 1973 بدلاً من الفريق سعد الدين الشاذلى.
كما تم تكريم المشير محمد عبد الغنى الجمسى، أو "آخر الجنرالات المصريين في العصر الحديث"، كما يحلو للبعض تلقيبه، بمنحه العديد من الأوسمة والنياشين من مصر والدول العربية والأجنبية حيث تقلد الجمسى وسام نجمة الشرف العسكرية - وسام التحرير 1952 - وسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة 1958
ذكريات من التاريخ ويذكر التاريخ للمشير الجمسي أنه من قام بأعداد خطة تصفيه الثغرة في الغرب وعرفت بأسم "شامل" تحدث عنها موشيه دايان كما قال بالنص : كانت هناك خطه مصرية لمهاجمه قواتنا في الغرب من اتجاه القاهره وعزل رأس الجسر التابع لنا بأقامه اتصال بين الجيشين الثاني والثالث علي الشاطئ الشرقي وكانت ستتم تحت قصف مركز قوي من المدفعيه علي قواتنا التي لم تكن محصنه مما يكبدنا خسائر فادحه ولهذا فأن الاحتمال الموضوع للخطه ان اسرائيل تنسحب خوفا علي حياه جنودها وهو امر حساس بالنسبه لاسرائيل ....مذكرات موشيه دايان ص383 وصفته جولدا مائير بالجنرال النحيف المخيف وقال له كسينجر في مباحثات اسوان : ان الاسرائيلين يخشون الجنرال الجمسي اكثر من اي قائد عربي اخر. في ديسمبر 77 استقبل الجمسي وزير الدفاع الاسرائيلي عيزرا وايزمان في مطار القاهره وانطلق معه في طائرة هليكوبتر الي الاسماعيليه لمقابله السادات ...وذهب وايزمان للاسماعيليه ورأي انقاض خط بارليف المحطم وقال المشير عن تلك اللحظة: لقد كنت اشعر بالارتياح عندما كان "وايزمان" يختلس النظر الي خطهم الحصين الذي دمرته قواتنا المسلحه في 6 اكتوبر عسي ان يكون ذلك درسا وعبره للاسرائيليين في إحدي جلسات المحادثات المصرية الاسرائيلية برئاسة الجمسي كان له رد حاسم ضد الموقف الاسرائيلي في إصراره بشأن الانسحاب الكامل من سيناء، وخرجت اقتراحات اسرائيلية بالاحتفاظ بمطارات علي الحدود داخل سيناء في رفح و العريش والاحتفاظ بمستوطنه "ياميت" في رفح واقتراحات بأنشاء محطات انذار مبكر في رفح لمتابعه النشاط العسكري المصري وكان رده للوفد الاسرائيلي كالآتي : لو بقي الاسرائيليون في رفح فإن ذلك سيكون الشرارة التي ستشعل نار الحرب القادمه لا يوجد مصري واحد يوافق علي التخلي عن سنتيمتر واحد من الاراضي المصرية وليكن واضحا اننا لا نستطيع الاستجابه لاقتراحاتكم بشأن تغيير الحدود ووصفه وايزمان في مذكراته: "ظهر الجمسي كصاحب موقف متصلب وان الرجل ذو طابع هادئ ودائم التفكير وهو حلو الحديث ولكنه حازم جدا ولم يظهر اي استعداد لتقديم تنازل مهما كان صغيرا " قدم استقالته سنه 1978 بعد اعلان السادات تعيين وجوه وجيل جديد في مؤسسات الدوله وتمت قبوله الاستقالة بناءا علي طلب المشير. وتم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًا فى التاريخ كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية.