وضحنا في الأجزاء السابقة كيف تمت الشراكة بين الدول .. أمريكا .. إسرائيل .. تركيا .. قطر .. والذين أوكلوا الإخوان والتنظيمات التابعة لها .. بالقيام بعملية التقسيم الناعم .. في مختلف البلدان بالشرق الأوسط .. ومن بينها مصر .. فإنها حرب تفوق .. حرب 73 .. فهي مليئة بالخيانة من بني عروبتكم كما حدث في 48 .. ومليئة بتحالفات دولية ضدكم مثل 56.. ومليئة بخيانة من بني جلدتكم مثل 67............ - الجبهة الداخلية أهم من قوة الجيش وعليها الاعتماد على نفسها - ماهو مؤكد ... أن المواجهة قادمة وسيظل من يثور في مصر يلهث وراء هدف .. ثم يكتشف أن وراء كل هدف أهداف أكبر .. ويكتشفوا أنهم مجرد أداة وغطاء لتحقيق هذه الأهداف فلابد من معرفة الصورة الكلية أولاً ومن أهمها للمعرفة في الوقت الراهن : أن الإخوان مجرد ظرف طاريء على مصر بكل الأحوال .. ليس لهم نصيب في مصر سوى الجزء الحمساوي الذي يطمعون أن يصبح في سيناء .. الذي يريدون أن يضعوه تحت يد الإخوان وحماس ومن هنا تتأتي فكرة إقليم قناة السويس كتقسيم مرحلي للمنطقة وعزل سيناء عن مصر وجعل سيناء منطقة غير مرغوب فيها في حين أنها منطقة الكنوز الحقيقية .. وملف النيل وبعض الملفات الداخلية وهدم الحصون وبالتالي النظام القادم هي ما تبحث عنه أمريكا والذي يرتضي هذا التقسيم .. ويقبل بالأمر الواقع .. وبالتالي .. لم ينجح الإخوان .. حتى الآن في وضع الأساس الذي سيتم من خلاله تغيير شكل مصر .. بل زادت أطماع الإخوان عن حدود الإتفاق ..وباتت تريد أن تصنع هي البديل والشريك .. مثل جبهة الضمير وأشخاص بعينهم ممن قبلوا الدخول في القطيع فلقد أضاعوا الإخوان كل شيء من يد أمريكا وإسرائيل فالحمد لله على غبائهم ولم يبقى سوى حسن التصرف وتحديد الهدف وهذا مسئولية كل مصري وذكرنا في الجزء الأول .. أنه كان هناك الخيار الثالث .. وكان اقتراح من المخابرات العامة .. وهو دخول الإخوان في السلطة وفضحهم أمام الشعب وأنهم لا يملكون شيئاً ويتضح أمرهم وقدراتهم للشعب ..وحتى لو حدثت الثورة فسوف يكونوا في السلطة وتصبح الثورة ضدهم كما هي ضد مبارك .. وبدأ العمل بها في إنتخابات 2005 إلا أن أطماع مبارك هدمت من الخطة الكثير .. وكانت خطة تبدو صحيحة من عمر سليمان .... ولكنها خطة سيتضح أنها الخطة الناجعة بعد فوات الأوان .. وسيكون لها دور في المستقبل .. وفعلاً تم الإستعانة بها ولكن وجب علينا التنويه لإشكالية هامة جداً .. وهي أن الأجهزة المصرية لم تعتبر يوماً الثورة المصرية سوى أنها خدعة من أجل هدم مصر .. وهذا من الناحية النظرية صحيحة .. ولعل من كانوا يتعاملون مع منظمات مدنية .. كانت تؤسس للمطالبات الحقوقية.. والذين كانوا يتم إستدعائهم في أمن الدولة .. يعرفون تماماً كيف كانت الأجهزة الأمنية يرون هذه الحركات والمنظمات .. ولكن في الجانب الآخر .. لم يقوم القائمين على السلطة بأي خطوات من شأنها أن توقف هذا الهدم .. فكان كل شيء يتحرك بشكل أو بآخر يخدم الباطل .. في حين أنه قد يكون يسعى وراء الحق .. فأصبحت الأمور كلها تدور حول الحق الذي يراد به باطل .. أو بمعنى أصح .. هو الحق الذي يزج به حتى يحصد الباطل كل شيء وقد شرحنا كيف كان يعمل الطابور الخامس (حصان طروادة) والموكل إليه هدم الحصون الذي إستشرى فيها الفساد (الجيش .. المخابرات العامة .. القضاء .. الجبهة الداخلية( ووضحنا أنه كان الأساس أن يظل الطابور الخامس بعيد عن قمة السلطة .. وعليه التخريب من خلال خلاياه النائمة .. في هذه الحصون .. ومن ضمن الخطط البديلة .. ثورة ثانية للانقضاض على هذه الحصون .. وكان هناك محاولة لبدايتها يوم جمعة ما يسمى تطهير القضاء الآن .. وجب علينا .. مع قرب نهاية الأمور .. وإحتدامها عرض جزء من خطة العبور .. والتي هي معمول بها منذ يوم 11 فبراير لسنة 2011 ... وهي خطة لا تحتاج أي مجهود ..فهي تعتمد على حصان طروادة وسرعة حركته أو بطئها .. فحصان طرواده هو الذي سيحدد نهايته بيده وليس أحد آخر .. ولكن نهايته تحتاج لجهد خارجي أكثر منه في الداخل فهناك ملفات معقدة .. في سوريا .. ومع الدول المتخابرة ضد مصر .. وقوة تتجه نحو الشرق الأوسط ومناخ عالمي معقد ومن القواعد التي إستسلم الجميع على أنها حقيقة وتعامل على هذا الأساس .. أن هذا الشعب خانع وساذج ولن يكون له صفة في المعادلة إلا عند نقطة الجوع المطلق فملخص الخطة على الجانبين كالتالي : من جانب دول التخابر .. خطة إستخدام حصان طروادة لهدم الحصون .. ورئيساً خيال مآته مثل المرزوقي في تونس وأعضاء بمجلس الشعب إخوان بعدد قليل .. يجعل قدرتهم في دك الحصون أسهل بدون الاضطرار إلى كشف أعضائهم الخاملين في تلك الحصون .. ولو استدعى الأمر صناعة ثورة ثانية .. أوحتى استدعاء جيش مصر الحر للعمل وتفكيك الحصون ... فوصول الطابور الخامس للهدف سيكون أسهل وهم بعيد عن قمة السلطة .. وعليهم فقط .. صناعة الأزمات .. وهذا تم طوال الفترة الانتقالية باقتدار .. فلم يكن دخولهم لمجلس الشعب بأغلبية خلافاً للخطة سوى دور بسيط في إتضاح الصورة الحقيقية للإخوان .. خطة العبور .. إستخدام نفس خطة حصان طروادة ليدمر نفسه بنفسه .. فماذا لو يكون حصان طروادة في قمة الميدان .. ويكون على رأس السلطة واضح للعيان ... والجميع أعينهم عليه ويرون كل خطواته وهو يحاول تفكيك الحصون وسنعطيه بعض نشوة الانتصار .. بل ستتابعه الأجهزة وتراقبه وتحميه وتدفعه لإظهار عناصره الخاملة في وسط الحصون .. فمن تم كشفه منهم يكفي أن تراه العيون .. فيصبح هدف للجميع . وخطة العبور .. لا تحتاج إمكانيات كبيرة .. ولا تحتاج أن يفهم الجميع دوره .. بل تحتاج فقط .. فتح أبواب وغلق أبواب في الوقت المناسب وترك الأمور تأخذ شكلها الطبيعي .. بأطماعها وبكل خبائثها .. فالأمور بطبيعتها ستفرض نفسها .. الأهم هو سحب الحصان إلى قمة الميدان وسنتكلم اليوم .. عن كيف تم سحب حصان طروادة إلى وسط الميدان فكما قلنا أن المرحلة الأولى ودخول الإخوان بأغلبيتهم هم والتنظيمات المعاونة مجلس الشعب لم يكن له تأثير كبير .. فالمطلوب أن يكون الرئيس من الإخوان .. وأن يعتلي السلطة .. ويا حبذا يكون مرسي بالتحديد فهو الشخصية التابعة الجبانة التي تستجيب للضغوط .. فلابد من غلق أبواب وفتح أبواب .. حتى تتنازل الإدارة الأمريكية عن تحفظها وتدفع الأمور من جانبها إلى الضغط لإعتلاء السلطة .. ولكن كيف تم ذلك سنوضحه بإختصار رغم أن الأمور فيها كثير من التفاصيل : كان أبو إسماعيل كما شرحنا في الجزء السابق هو قنبلة الدخان الخاصة بالإخوان لتعمي العيون .. لحين تدبير الرئيس خيال المآتة التابع للاخوان والذي يقبل أن يكون تحت السيطرة والذي يقبل بالشروط .. فسعى الإخوان لثلاث بدائل .. البديل الأول : منصور حسن .. والذي رفض أن يقبل الشروط .. وانسحب ولازم الصمت .. البديل الثاني : البرادعي .. والذي تولى كارتر العرض على البرادعي وتوضيح شروط المرحلة .. فانسحب البرادعي هو الآخر .. ولم يفهم الناس ما قاله بكونه لن يكون غطاء في مسرحية وتمثيلية .. ولم يستوعبها الشعب بل حتى لو أعلنها لن يصدقوه ..فالمصريين ساعتها كانوا غارقين في أكاذيب ووهم كبير .. البديل الثالث صباحي .. وكانت قطر هي طرف الإتفاق والتي قامت بعرض الإتفاق على صباحي وفي وجود عناصر الإخوان في المقابلة .. وكأنها تعرض الإتفاق على كل من صباحي والإخوان .. فإن مشروعها في قناة السويس يحتاج لناصري المظهر .. لن يصدق أحد أنه باع مشروعه الناصري .. فهو غطاء جيد .. إلا أنه رفض هو الآخر .. بل كان رفضه معلناً نوع ما .. وكررها قبل جولة الإعادة بشكل ما بين كلماته في مؤتمر قبل إعلان نتائج المرحلة الأولى .. إلا أنه ما كان أحد سيصدق .. أن الإخوان يريدون بيع مصر .. وبدأت حملة (واحد خمنا) من جانب الإخوان .. حتى يتداركوا الأمر .. فصباحي الأكثر راديكالية ويمكن أن يبوح بالمستور .. فيجب أن يتم شن حملة عليه حتى إذا صرح بالأمر لا يصدقه أحد .. أما البرادعي ..فهو يعرف قواعد اللعبة وحتى لو تكلم فالإخوان شوهوه بالقدر الذي كان بمثابة ضغطاً عليه من جانب كي يقبل الإتفاق فهم القادرين عل تحسين الصورة .. أو إستثمار التشويه ضده فلا ضير في كلتا الحالتين فالنظام السابق أسس المطلوب .. فالبرادعي كان البديل الأول وقد ذكروا هم وحزب الوفد أكثر من مرة أن الرئيس القادم أستاذ في القانون الدولي .. إلا أن الشعب لا يعرف عن البرادعي سوى أنه كان بالوكالة الذرية للطاقة.. وأنه له علاقة ما بالذرة .. هذا ما كانوا يعتقدون وبعد سقوط الأوراق من يدهم .. وغلق هذه الأبواب .. بدأت خطة المخابرات العامة تسير في الإتجاه الصحيح فقد وقعت أمريكا والإخوان في الفخ .. فجاء إضطرارياً الدفع بالشاطر .. فلا بديل غير الإعتماد على الإخوان بالكامل لتنفيذ الخطة وخصوصاً .. أن هناك دفع بشفيق من الجانب الآخر.. فكان المطلوب إندفاعهم في المقابل .. وكان الإستبن جاهزاً حتى يضمنوا أن لاتخرج الأمور عن السيطرة .. وفعلاً تم فتح الباب للإستبن وغلق الباب على الشاطر ..وحتى تصبح الأمور أكثر حماساً وأكثر تصميماً فليظهر عمر سليمان العدو اللدود ..حتى يزيد التصميم والإندفاع .. فهو العائق أمام الخطة ويفهم تفاصيلها .. وفي ذات الوقت عليه أن يبدأ في الخفوت شيئاً فشيئاً حتى إختفاءه .. حتى ينطلق الإخوان في خطتهم دون ضوابط ويأتوا بكل ما في جعبتهم .. وستلاحظوا بعد إختفاء عمر سليمان ..الإنتقالة النوعية في أداء مرسي والإخوان وتغير الوجه الذي كان ودوداً إلى الوجه الحقيقي والقبيح وبذلك وبعد إعتلاء الإخوان للسلطة جاء الدور للتخلص من الثوار والمعارضين والتكشير عن الأنياب.. إما بإنضمامهم للقطيع .. وإما بتهديدهم .. والوعيد لهم أو سجنهم أو حتى قتلهم .. وتوالت الأحداث وحدث ما كان متوقعاً وما تقوم عليه خطة الإخوان للتفريط في الأرض.. وهو القتل والتعذيب والفقر والعوز والتفريط .. هذا كله ستكون جرائم موثقة .. قادرة على ملاحقة الإخوان عندما يحين الوقت .. وتتضح الخريطة الدولية .. وتصبح القوة الحقيقية ناحية الشرق الأقصى ويصطف الجميع لمعسكرين الشرق والغرب .. وهنا يسهل الإنقضاض على الإخوان وتنظيماتهم المعاونة فالمطلوب تطهير الساحة منهم تماماً .. فلا حلول وسط .. قد يكون الشعب الخانع .. الذي تراكمت عليه الأكاذيب ..ليس طرفاً أساسياً في المعادلة .. ولا يمكن التعويل عليه بشكل أساسي .. فالحقيقة لن تمحي ما تراكم من هذه الأكاذيب ولن يرضى العقل الظاهر .. بل سيقاوم .. بل أنه قاوم لفترة طويلة أن يصدق أن الإخوان خونه ومأجورين .. حتى الثوار أنفسهم كانوا ضحيتهم .. ولم يصدقوا حتى فترة قصيرة ..وعندما بدأت تتضح الصورة انسحب منهم الكثير .. لذلك كانت التجربة بمآسيها خير دليل وكانت غيرها لا بديل حتى تستفيق الجبهة الداخلية وتصبح قادرة على المواجهة فالحرب القادمة ما بعد الإخوان أيضاً حرب شرسة . وفي النهية يجب أن ننوه إلى .. أن كلا الجانبين إعتمد على إفقار وتجويع الشعب .. فجانب يرى أن الإفقار والجوع سيدفع الشعب للتفريط في الأرض مقابل المال .. والجانب الآخر ... يرى أنه سيكون الإفقار والتجويع سبباً في الإتجاه نحو الإنقضاض على حصان طروادة .. وستجيب الأيام القادمة علينا فكما قلنا في الجزء السادس ووضحنا الهدف الإستراتيجي ولماذا فالهدف الإستراتيجي .. هروب مرسي .. وليس الإنقلاب عليه وليس تصفيته .. فهذه وسائل لغاية يريدها الإخوان .. والأجهزة الأمنية تحمي مرسي وستحمي هروبه عندما يحاط به .. فهو مجرد قطعة في مصفوفة كبيرة لأن لو تم تصفيته أو الإنقلاب عليه.. هيورثه تنظبم الإخوان كله .. وسيشعلوها حرباً من أجل إسترداد دمهم .. وشغل إسرائيل والمحرقة .. وببعض الميليشيات ومساندة الناتو .. الأمور ستكون حرب بين معسكر الإسلام الذي يمثله التنظيم ومعسكر الشر .. العسكر .. وبهذا يكون سهل جداً التخلص من الجيش .. وسط سلبية من الشعب اللي هيحتار يساند مين الرسالة الاولى الى أصدقائى الاخوانجية وتابعيهم ... هو ليه انتوا مش مصدقين ان الشعب غاضب من ادارتكم فى حكم مصر .. المعارضة اللى بتدعوا انها ممولة وخائنة وعميله وبتحرك الشارع دى زيكوا بالظبط راكبى موجة ومنتهزى فرص ومرتزقة سياسيين .... الغضب الحقيقى اّتى من الشعب على كل من خذله فى ان يعطيه حقوقه المشروعة ،، حاولوا ان تسألوا الغلابة فى الشوارع ، والطلبة بالمدارس والجامعات ، واصحاب السيارات الملاكى والاجرة ، والبائعين والمتجولين ، واصحاب الحرف والمصانع ، وربات البيوت واصحاب رأس المال من هنا وهناك وستعرفون الاجابة ،،، ارجوكم انظروا خارج الصندوق الاسود الذى كتمتم انفسكم فيه وحاولوا التفكير بروح عصرية ... انتم طعنتم الشعب فى حلمه وكرامته ومصيبتكم ان الشعب المصرى لا ينسى من كان معه ومن كان عليه بتفضيل مصلحته على مصلحة الشعب ،، والتاريخ يشهد وسيحكم بالحق لكل من اساء واستعمى واستعدى واستعلى واستغبى واستدنى كرامته وعزته وشموخه . الرسالة الثانية الى أصدقائى فى المعارضة ... لن يسمح لكم الشعب بانتهاز الفرص او ركوب موجة التغيير الحقيقى ، من اراد ان يقود فليرمى بياضه بتقديم خطط بديله تقود هذا الوطن الى بر من الامان والامن والاطمئنان السياسى والاقتصادى والاجتماعى ، ولا داعى للمزايدات السياسية لان الشعب اذكى منكم جميعا يا من انتم فى اقصى اليسار الى اقصى اليمين ،، الحل الوحيد للخروج من الازمة الحالية هو ان يستفيق الضمير والوعى ، وان يتحلى كل القيادات ومن هم تحتهم بالوطنية المخلصة ، ويبتعدوا عن التحزب والشخصنة الرخيصة ، ولتعلموا ان نهاية كل من كان اجوف كانت قريبة للغاية ، لانه مع اول قضمة يهضم ،، والمعارضة المصرية لا توصى فهى سهلة القضم والمضع والكسر .. اعتقد ان مصر على باب التغيير الحقيقى لانه ببساطة الشعب فهم من معاه ومين عليه ، ومين قصده البناء للوطن ومين قصده البناء لنفسه .