مسيرات القدس اللى اتعملت أخيرا من جانب جماعة الاخوان ادرجها تحت بند الادارة بالازمة كما اوضحتها فى مقالات سابقة ، فلماذا ظهرت فى هذا التوقيت بالذات فى وقت تميل فيه البلاد الى سيناريو تغيير واضح او ضمنى يرى الفشل الذريع للادارة الحالية ،ويريد ان يغيّر ان لم يستطع ان يقوّم . يتساءل قارئى ويقول وما علاقة هذا بذاك ، اقول له لان الاخوان والسلفيين وبعض الجماعات ذوى العلاقة والصداقة يفكرون بعقليه تقليدية لازالت تعتقد ان الامريكان هم حماة الحمى ، ولا يدركون ان المتغطى بالامريكان عريان ، وليعيدوا قراءة التاريخ ان امكنهم القراءة ليعرفوا ذلك . دعوات البعض من قوى تيار الاسلام السياسى فى الفترة الماضية بتوجيه النظر نحو القضية الفلسطينية ما هو الا اسلوب " ادارة بالازمة " تمارسها تلك القوى مع امريكا لمساندتهم فى الفترة المقبلة ضد الدعوات المنادية بالنزول يوم 30 / 6 المقبل ، ومسيرات القدس ما هى الا كارت اذعان للامريكان واسرائيل للضغط عليهم بحجة حفظ امن اسرائيل من اجل الرضوخ لتقديم عروض سياسية تقوض الاخرين او على الاقل تمنح الضمان لمن هم فى الحكم لترتيب انفسهم قدر الامكان . اسلوب سياسى بالى جدا عفى عليه الزمن يسمى " حينما يفلس التاجر يفتش فى دفاتره القديمة " ، ومع متغيرات السياسة الحالية لا نستطيع ان ندير التغيرات باساليب تقليدية عفى عليها الدهر ، واسلم الحلول تكمن فى ادارة الازمة وليس الادارة بالازمة . وادارة الازمة تسعى لتحديد اصل المشكلة ، واعتقد ان اصل المشكلة يرجع الى ممارسات الجماعة والاثار التى تركتها فى المجالات المختلفة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، ومن ثم فهم ابعاد الازمة وتحديد المحاور المختلفة لاداراتها بشكل يسعى لتحقيق الجودة والقبول الوطنى العام ، اما الاسلوب المتبع فى الوقت الحالى سيكون نتائجه وخيمة ، فمشكلة فشل التنظيم انه سيتصادم مع الشعب و المؤسسات بالدولة وبالتالى فالمخاطرة اعلى من كونه نظام . الوقت لا ينتظر ، فإن لم يستطيعوا فعل ما هو واجب فى الوقت الضائع ، فعليهم ان يسعوا لتحسين الصورة الذهنية لدى المواطن البسيط الذى اضير بالفعل فى قوت يومه وابسط حقوقه المعيشيه من ماء وكهرباء ومواد بترولية نتيجة الادارة السيئة للبلاد . فلندافع عن مصر كوطن ، ولنبتعد عن التضحية بالوطن من اجل مصالح ضيقة .، ولتتقوا الله فى مصر ، فالله غالب على امره .. محمد باغه