ما يثار حول مشروع سد الألفيه المزمع إقامته بدولة أثيوبيا فى وسائل الأعلام المصرية شئ طبيعي جدآ,لما فيه من أضرار قد تصيب الشعب المصري سواء على المدي القريب أو المستقبل البعيد,وسواء كان الضرر مباشر أو غير مباشر. لكن الشئ العجيب والغريب هو تصرف الرئاسة المصرية حول هذا المشروع,من أول التصريحات إلى المناقشات والحوارات والاجتماعات ثم إتخاذ القرار المناسب والذي لم يتخذ بعد حتى الأن. عندما أراد الزعيم جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس,ماذا فعل....! قام بدراسة القرار من جميع جوانبه وتشمل الجانب الاقتصادي والعسكري والسياسي والقانوني والمالي والدبلوماسي,وإستعان فى كل مجال بمتخصصيه ورواده,فأستعمل الخبراء القانونين لدراسة الجانب القانوني لعقد إحتكار قناة السويس,والخبراء فى الاقتصاد والمال لدراسة الموقف المالي للأرصده المصرية بالخارج,والقوات المسلحة وجهاز المخابرات فى حال إستعمال عمل عسكري على مصر(وهو ما حدث فى العدوان الثلاثي على مصر 1956م),والدبلوماسية المصرية فى الاستعانة بالدول الصديقة والحليفة للوقوف مع مصر فى هذا القرار الكبير والخطير عالميآ,ثم الاعلام المصري والحشد الجماهيري المساند لهذا القرار. --أى قرار فى أى مجال يحتاج إلى:الدراسه المتخصصه ثم التشخيص ثم إتخاذ القرار وأخيرآ متابعة أثار هذا القرار. مشروع سد النهضة الأثيوبي كشف للشعب المصري مدي ضعف الرئاسه المصرية بقيادة جماعة الإخوان المسلمين فى إدارة الأزمة,من ضمن سلسلة الإخفاقات الإخوانية فى علم الإدارة وفن الحكم الرشيد,ونقطة فى صالح من ينادي بإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة(حركة تمرد). للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين العالمية نقول إدارة جماعه سرية ليس كإدراة دوله كبيرة ذات ثقل إقليمى وعالمى مثل مصر,وأعلم أن أصدقاءك وحلفاءك ومسانديك لن تجدهم معك إذا فشلت,وها أنت تفشل وبجدارة,إنسحب الأن حفاظآ على جماعتك,وإنقاذآ لمصر قبل سقوطها,وعدم الصدام الشعبي القادم,وإتقاء الطوفان القادم لا محاله,اليوم أكرم لك من الغد,اليوم أنت وجماعتك فى باب التجربة وغدآ فى باب المسائلة والمحاسبة,والندم لن يفيد وأنظر من كان قبلك.