هناك من يمارس السياسة على طريقة "كيد النسا"، تماما مثلما فعل النائب عبد الله بدران رئيس كتلة حزب النور، حين بصم بالعشرة مؤكداً على فساد القضاء، لكنه فى نفس الوقت عاد وأكد أن حزبه ضد قانون السلطة القضائية؛ عنداً في الرئيس وفي جماعة الإخوان.! ولأن حزب النور اخترع "ميكيافيلية" جديدة بطعم الزبدة الفلاحي، أراد بدران أن يجد مبرراً شرعياً يخرج الحزب من ورطته، التي سبقها ورطة ظهور مرشده الأعلى د.ياسر برهامي في برنامج "الليلة مع هاني"، مفتياً – بدران - بجواز ترك القضاء فاسداً على حاله، قياساً على فعل الرسول صلى الله عليه وسلم حين ترك الكعبة ولم يعد بناءها على قواعد إبراهيم .! وبعيداً عن سقطة بدران الفقهية التي حشر فيها رأسه، يعلم القاصي والداني أن القضاء كان سيفا مسلطاً في يد مبارك و لا زال، وأن سياسة "كيد النسا" التي يتبعها حزب النور لن تأتي له بخير، بل على العكس من ذلك ستلطخ سمعته وسيناله عار من أراد الصلاة في حجر عاهرة. فتوى بدران تلقي بظلال الشك مستقبلاً في مصداقية حزب النور، وكأن الحزب لا يرى ولا يسمع كل يوم عن شمخة من شمخات قضاة مبارك، وآخرها قضية أمين الشرطة البحيرة الذي أنقذ فتاة من محاولة إختطاف و إغتصاب على يد بلطجية وأطلق النار علي أحدهم؛ فحكم عليه بالسجن ليكون عبرة لمن يتجرأ على البلطجية الشرفاء! أرأيت يا د.برهامي القضاة الذين تتضامن معهم يفرجون عن البلطجية والمجرمين، وإذا قتل أحدهم يقتصون له، بينما الرسول الذي تتأسى بلحيته يقول" إنما هلك الذين من قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ". فهل أنا وحدي الذي أتعجب من موقفك وموقف حزبك ، وهل يعقل من المشايخ أن يخذلوا الشعب عنداً في الرئيس، وإرضاء لجبهة الخراب وقضاة الفلول برئاسة الزند؟! خسارة حزب النور كبيرة إذا لم يحكموا ضمائرهم، فالناس قد ظنوا فيهم الخير رغم أن بعضهم تأخر عن ركب الثورة، وكان يرفض الخروج على مبارك الظالم، والآن يتكرر موقفهم بالوقوف حجر عثرة أمام قانون السلطة القضائية الذي يساهم في القضاء على فساد القضاة. كيف نسي السلفيون ظلم قضاة مبارك والاعتقالات المفتوحة، والإستبعاد الأمني، أم أن تربية أمن الدولة أفقدتهم البوصلة لدرجة إهدار دماء الشهيد – بإذن الله- سيد بلال وغيره. هل نسيت يا د.برهامي إضراب القضاء في إستفتاء الدستور، وموقفهم من حل مجلس الشعب ، وكومبو البراءة الذي يجري التعامل به مع رموز النظام السابق، ومحاولة القضاء تفريغ الثورة من محتواها، أم أنه العند وسذاجة الموقف، وبعد ذلك تقولون الله يخرب بيتك يا مرسى. وما حكم الشرع يا بدران في تعيين أكثر من ألفين من أقارب المستشارين موظفين في مجلس الدولة، ومن بينهم أطفال حاصلين على الابتدائية فقط والإعدادية فقط، ومنهم من لم يستخرج بطاقة الرقم القومي ومعمرين ممن قاربوا ال50 من العمر، ألا يعد ذلك ظلما يغضب الله ولا يرضاه. يا بدران هؤلاء القضاة معظمهم لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكراً، نجحوا بالغش وعينوا بالوساطة والمحسوبية، ومارسوا الظلم في أحكامهم، فلا رجاء في رد أبصارهم للحق، وفي مثل هذا العمى يقول رب العالمين "واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانو يكسبون ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون". يا د.برهامي هؤلاء القضاة فسدوا حتى بلغ فسادهم عنان السماء، ولابد أن يكف حزبك عن التدليس على الناس، لأن كل المؤسسات طالها الفساد ولا يجب أن يدعى أحد العصمة، ودورنا الشرعي والوطني والسياسي الذي قامت الثورة لأجله أن نهدم الفساد، لا أن نتركه يأكل ويرتع قائماً على قواعد مبارك، أم أن المسألة فيها قولان، أجيبونا أثابكم الله.