حصلت (الشروق) على مذكرات د. عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب ارشاد جماعة الإخوان المسلمين وأبرز رموز التيار الإصلاحى بها والمحبوس حاليا على ذمة قضية التنظيم الدولى للإخوان والتى أثارت جدلا كبيرا داخل الجماعة وخارجها. المذكرات التى قدم لها المستشار طارق البشرى المؤرخ والمفكرالإسلامى وحررها حسام تمام الباحث فى شئون الحركات الإسلامية تناول حياة أبو الفتوح ونشأته الدينية والفكرية والسياسية بدءا من ارتباطه بثورة يوليو وقائدها جمال عبد الناصر الذى اعتبره أبو الفتوح صاحب مشروع ثورى يسعى إلى تغيير وجه مصر والعالم، مرورا بمشاركته فى مظاهرات خطاب التنحى والمطالبة ببقاء الرئيس وبكاءه خوفا من غياب عبد الناصر وصولا إلى حالة الانكسار التى أصيب بها معظم شباب جيله بعد النكسة. خلص أبو الفتوح مذكراته التى حملت عنوان (عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر) وتنفرد الشروق بنشر حلقاتها. المذكرات كشفت عن حقيقية المرشد السرى فى جماعة الإخوان ورفض مهدى عاكف المرشد الحالى إعطاء البيعة لهذا المرشد، وتحدث أيضا عن لقاءه بالدكتور أيمن الظواهرى الذى فوجئ بوجوده بالزنزانة المجاورة له فى سجن القلعة. وخصص أبو الفتوح الجزء الأخير من تلك المذكرات للحديث عن إعادة بناء جماعة الإخوان المسلمين فى كل محافظات مصر. عودة الدروس للمساجد لم يكن فى هذه الفترة أثر أوإشارة إلى أى مظاهر لنشاط إسلامى سياسى فقط كانت هناك بعض الأنشطة التقليدية مثل دروس الفقه التفسير أو التعريف بالتراث، وكانت تخضع لرقابة صارمة، وكانت هذه النشاطات لجميعات وأفرد ممن يهتمون بتعليم الناس العبادات ويحثونهم على التزام الأخلاق وتزكية النفس. لم يكن- أحد- وقتها- يستطيع أن يتعرض للنظام بنقد حتى إنه لما وقعت الكارثة وهزمنا فى 5 يونيو لم يستطع أحد أن ينتقد ما حصل من هزيمة وما سبقها من خداع وتضليل ظل ذلك حتى قام طلاب الجامعات بمظاهرات 1968 الشهيرة التى طالبوا فيها علانية بمحاكمة المسئولين عن الهزيمة. وكان من آثار الهزيمة بدأ النظام الناصرى فى تخفيف قبضته الأمنية الشديدة عن الناس فبدأت الدورس الدينية فى الانتشار، وبزغ عدد من العلماء الذين نشطوا فى هذه الفترة وكان من ضمن هؤلاء الشيخ محمد الغزالى.