مسجد القائد إبراهيم تعقد رابطة الجامعات الإسلامية مؤتمرها العالمي الثالث – العمارة والفنون الإسلامية بعنوان (عمارة المساجد بين الثوابت والمتغيرات) بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بغزة وذلك في رحاب كلية الهندسة بالجامعة ، خلال الفترة من 21 إلى 24 إبريل الجاري. ويجئ هذا المؤتمر انطلاقا من دور رابطة الجامعات الإسلامية في الاهتمام بفروع الثقافة والحضارة الإسلامية بآدابها وفنونها، والتأكيد على إظهار عالمية الإسلام وسماحته وكانت الرابطة قد أقامت مؤتمرها الأول بجامعة القاهرة وتحت رعاية جامعة الدول العربية سنة 2007م تحت عنوان (العمارة والفنون الإسلامية : الماضي والحاضر والمستقبل) . أما المؤتمر الثاني فقد أقيم بجامعة صنعاء باليمن عام 2010م بعنوان (الطرز والخصائص والمضامين المشتركة) . وقد شارك في المؤتمرين نخبة من أساتذة وخبراء الجامعات الإسلامية والغربية في علوم : التاريخ والترميم والفنون والحضارة الإسلامية ، وحقق المؤتمران من خلال الدراسات والبحوث المقدمة بها ثروة علمية ومعلوماتية تفيد أجيال الباحثين والمتخصصين في هذا المجال ، سواء بالجامعات أو مراكز البحوث المتخصصة. وقد صرح الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية بأن المؤتمر الثالث (عمارة المساجد في الحضارة الإسلامية بين الثوابت والمتغيرات) والذي يعقد بالتعاون بين الرابطة والجامعة الإسلامية بغزة يهدف إلى : - تطوير الدراسات المعنية ببناء المساجد ودراسة الفنون المعمارية المتصلة بها انطلاقا من الثوابت الإسلامية، وتماشيا مع مستجدات الحياة المعاصرة. - إظهار براعة الفنان المسلم في ابتكار الفنون التي تتواكب مع مبادئ وأصول الشريعة ، وكيف انعكس ذلك على عمارة المساجد بشكل عام. - بحث طرق وآليات تطوير الفنون والعمارة الإسلامية لتكون أحد البدائل التي تلائم البيئة الإسلامية المعمارية في الدول الإسلامية بشكل عام. - إظهار التأثيرات الفنية المعمارية الإسلامية على المباني الحديثة والمنشآت الدينية من مساجد وجوامع بالمدن الحضارية ، وكذلك التأكيد على إبراز أصالة الفن والحضارة الإسلامية واعتمادها على أصول عقدية وفكرية، مع إتاحة الفرصة لأعضاء هيئة التدريس والباحثين في الجامعات الإسلامية،وجامعات العالم في التخصصات المعنية بموضوع المؤتمر، لإعداد بحوث علمية أكاديمية وتطبيقية ، بما يسهم في الارتقاء بالدراسات والبحوث في مجال العمارة والفنون الإسلامية وتحقيق أعلى درجات الجودة بها. وأوضح الأمين العام بأن البحوث المقدمة إلى المؤتمر تصل إلى ستين بحثا يناقشها المشاركون في عدة جلسات من خلال خمس محاور. الأول بعنوان: الضوابط الشرعية لعمارة المساجد ويتضمن : الدور الحضاري للمسجد في حياة المسلمين. تأثير العقيدة الإسلامية في الجوانب المعمارية المتعلقة ببناء المسجد – أثر التشريع في تخطيط المساجد وعمارتها بالمجتمعات الإسلامية – الدور الوظيفي والتشريعي المتعلق بالصناعات والفنون التكميلية لعمارة المسجد. المحور الثاني: التطور التاريخي لعمارة المساجد، ويتضمن: تطور المساجد في العصور المختلفة ابتداء من العصر الأموي – العباسي – الفاطمي – المملوكي – العثماني، وصولا إلى العصر الحديث - نمط بناء المساجد في عصور الإسلام الأولى - أنماط التصميم والتطور التاريخي لعمارة المساجد - التشكيل العمراني القديم والمعاصر لعمارة المساجد. أما المحور الثالث بعنوان: أسس تخطيط المساجد وتصميمها ويتضمن ذلك: الاحتياجات الوظيفية والأبعاد الروحية لعمارة المساجد – الطرز المختلفة لعمارة المساجد وابتكاراتها – طرق ومواد بناء المساجد وعماراتها بالبلدان المختلفة – المفردات المعمارية لعمارة المساجد واختلافها في مناطق العالم الإسلامي – تأثير المساجد في التصميم المعماري للبيئة الإسلامية الحديثة. أما المحورين الرابع والخامس فيتناولان: الأصول الفنية للحفاظ على المساجد وتعميرها وترميمها – والعناصر التكميلية في عمارة المساجد. وفي سؤال إلى الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام عن أهمية هذه المؤتمرات والتي تحظى باهتمام كبير من جانب الرابطة وخصوصا المؤتمر الثالث الذي يعقد بغزة قال: لقد حرصنا على إقامة هذا المؤتمر لما احتلته عمارة المساجد من مكانة مهمة في العمارة الإسلامية، حيث ابتكر الفنان المسلم في هذه العمارة، وسائل للتزيين بعيدا عن تجسيدات كل ما يشبه الروح، حيث استخدم فن التوريق كفن جمالي أنتج الفسيفساء والتوريق وغيرها من الوسائل الكفيلة بتحقيق أغراض العقيدة والشريعة. ومن الحقائق الثابتة لدى العلماء أن العمارة دائما كانت صورة صادقة، تعبر عن الحس الدقيق للحضارة، وكانت العمارة دائما تتميز بصفتين متلازمتين لا يمكن فصلهما، فإلى جانب الوجود المستمد من مواد البناء البيئية وطرق الإنشاء، هناك المحتوى الحسي، وطبيعة المنطقة، والعادات والتقاليد والعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والروحية، المبنية على أساس صفات فنية نفعية بأسلوب خاص يختلف من بلد لآخر. ويبين سيادته أن الفنون والعمارة الإسلامية لم تحظ في الغرب بالقدر الكافي من المعرفة، والتقويم بين الفنون الأخرى، وهذا ما جعلنا نفكر كثيراً في إظهار مميزات وفلسفة وفكر وسماحة الحضارة والفنون المعمارية الإسلامية، ووضع حد لمزاعم من يتشدقون ضد هذه الحضارة، من خلال مؤتمرات عالمية علمية نؤكد فيها على خصائص العمارة الإسلامية وفنونها، وكذا ارتباط الفن والعمارة بأصول الدين وتأثير الفن الإسلامي على الفنون الغربية، وتطوير العمارة الإسلامية، وبعثها من جديد في حياتنا المعاصرة، والمحافظة على الفنون والعمارة القائمة من خلال الدراسات التكنولوجية والتاريخية والحفاظ عليها. واختتم الدكتور جعفر عبد السلام تصريحه بقوله: لقد حرصت رابطة الجامعات الإسلامية على عقد هذا المؤتمر في غزة تضامنا مع أهلها، خاصة وأهل فلسطين عامة، لإظهار مدى العناية الفائقة بالفنون والعمارة في تلك البقعة الغالية، التي تضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة. كما يستهدف المؤتمر بعث الأسلوب الحضاري الإسلامي للفن والحضارة لكي يسود العمائر والمباني في دولنا الإسلامية في مناهج جامعاتنا الإسلامية، لكي تدرس وتبحث وتطور وفقا للأسلوب العلمي.. فالفنون الإسلامية مظهر من مظاهر حضارتنا ومرآة صافية تنعكس عليها صور تراثنا وماضينا وحاضرنا.