أعلن المهندس أسامة كمال وزير البترول والثروة المعدنية أن صناعة الطاقة العالمية تشهد حالياً تحديات ضخمة نتيجة المتغيرات التى تشهدها صناعة البترول والغاز نتيجة الزيادة المطردة فى مستويات الاستهلاك وتزايد الفجوة بين العرض والطلب العالميين مما يستلزم التحرك نحو إيجاد مصادر جديدة غير تقليدية للطاقة لتأمين الإمدادات وتوفير الاستثمارات اللازمة فى هذا المجال . وأوضح أن مصر تشهد حالياً تغيرات غير مسبوقة تتطلب توفير المزيد من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الطموحة ، مشيراً إلى أن مصر على الرغم من التحديات الضخمة التى تواجهها إلا أنها تمتلك أرضية صلبة للنجاح ، وأن التعاون الإيجابى بين قطاع البترول وشركائه الأجانب وتنفيذ البرامج والاستثمارات المخططة تؤكد استمرارية القطاع فى أداء دوره المنوط به لخدمة الاقتصاد المصرى . واستعرض الوزير في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر شمال أفريقيا التقنى ثلاثة محاور أساسية تضمنت التطورات والتغيرات والتحديات التى تواجه صناعة البترول والغاز العالمية حيث أوضح ضرورة التوجه للبحث والاستكشاف عن مصادر للطاقة فى المياه العميقة والعميقة جداً وإنتاج الزيت الصخرى وغاز الطفلة لتوفير مصادر غير تقليدية للطاقة ، بالإضافة إلى أهمية التوجه لمصادر وقود جديدة مثل الهيدروجين والميثانول بديلاً عن مصادر الوقود التقليدية مثل البنزين والسولار . وعلى صعيد التغيرات أشار الوزير إلى وجود تغيير جذرى فى الخريطة السياسية، حيث شهدت العديد من الدول تغيرات سياسية من حكم الفرد إلى الديمقراطية الحقيقية، بالإضافة إلى التغيرات المتاحة التى يشهدها العالم حالياً وتؤثر على خريطة استهلاك الطاقة إلى جانب التغيرات الديموغرافية التى شهدتها الخريطة العالمية وظهور دول جديدة على الساحة مثل جنوب السودان . وأشار إلى التحديات الموجودة حالياً على الساحة التى تتمثل فى عدم الاستقرار السياسى والأزمات المالية التى تؤثر على معدلات النمو الاقتصادى العالمى ، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية فى العديد من المناطق بما يؤدى إلى إحداث المزيد من التذبذبات تؤثر بدورها على الأسواق العالمية ، فضلاً عن عدم ملائمة خريطة الطاقة فى بعض المناطق لمواردها والعبء الذى تتحمله حكومات تلك الدول لتوفير الطاقة. ينظم المؤتمر جمعية مهندسى البترول الدولية وحضره المهندس شريف هدارة الرئيس التنفيذى لهيئة البترول والمهندس وليد رفاعى المدير الاقليمى لجمعية مهندسى البترول للشرق الأوسط وشمال أفريقيا . وأشار المهندس شريف هدارة إلى إنتهاء عصر البترول السهل وأن مصر تسعى مثلها مثل أى دولة لتأمين احتياجاتها من الطاقة من خلال استخدام أحدث التكنولوجيات وزيادة الطاقات التكريرية وتطوير القدرات التصنيعية ، لافتاً إلى وجود العديد من التحديات التى تواجه صناعة البترول فى مصر لتأمين احتياجات الأجيال الحالية والقادمة تتمثل فى زيادة الاستهلاك بصورة ملحوظة والذى يتطلب العمل على زيادة معدلات الإنتاج لتحقيق التوازن والعمل على تأمين مصادر إضافية لإنتاج البترول والغاز وزيادة عمر الاحتياطى. واضاف أنه يتم حالياً تنفيذ ثلاثة محاور رئيسية لتحقيق هذه الأهداف تتمثل فى دعم وتشجيع البحث والاستكشاف فى المناطق الحدودية والمناطق الجديدة مثل خليج العقبة والبحر الأحمر وهو ما يتطلب جذب الاستثمارات واستخدام أحدث التكنولوجيات وتشجيع الشركاء وجذب شركات جديدة للاستثمار فى أنشطة الاستكشاف فى هذه المناطق، بالإضافة إلى العمل على زيادة معدلات الإنتاج والاحتياطيات من الحقول القائمة من خلال مشروعات طرق الإنتاج المحسن ، إلى جانب تشجيع التوجه إلى استخراج زيت الطفلة والغاز الصخرى كمصادر غير تقليدية للطاقة .