في مثل هذا اليوم من شهر آذار/مارس من عام 2011، انطلقت الثورة السورية على شكل مظاهرات واحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة بإسقاط نظام عائلة الأسد الذي طال على مدى 40 عاماً، وما لبثت تلك المظاهرات السلمية حتى تحولت إلى مواجهات مسلحة رداً على سياسة القمع الدموية التي انتهجها نظام الأسد ضد المظاهرات السلمية، الأمر الذي زج بالبلاد بحلقة ممن الصراع الدامي الذي خلف أكثر من 72,000 قتيلاً خلال العامين الماضيين وشهدت البلاد يوماً دامياً آخراً ومظاهرات حاشدة عمت أرجاء البلاد تحت شعار "عامان من الكفاح ونصر ثورتنا قد لاح"، وما جعل من هذا اليوم أكثر ميزةً، هو ورود أنباء حول انشقاق بثينة شعبان، مستشارة الأسد، وهروبها إلى دبي، حيث شوهدت في مطار بيروت الدولي متوجهةً إلى دبي.
واصلت قوات النظام قصفها العشوائي للمناطق المعارضة لنظام الأسد، حيث قصفت اليوم أكثر من 319 نقطة في مختلف أنحاء البلاد بينها 11 نقطة تم قصفها بسلاح الجو، ونقطتين تم قصفهما بصواريخ سكود وأربعة قصفت بصواريخ أرض-أرض، في حين تم استخدام القنابل العنقودية وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة في قصف نقاط أخرى
ووصلت الحصيلة العامة لضحايا العنف الذي شهدته البلاد اليوم إلى 209 قتيلاً، بينهم 160 شهيداً قتلتهم قوات النظام وميلشياته الموالية، منهم 19 طفلاً و14 امرأة وما يزيد عن 39 مقاتلاً من كتائب الثوار، بينما سقط أكثر من 49 قتيلاً في صفوف قوات وميلشيات النظام أثناء الاشتباكات
فقد قامت قوات النظام بقتل 20 مواطناً تحت التعذيب عندما قامت باعتقالهم عند حاجز عسكري في بلدة حميدة في ريف درعا، كما قامت ميلشيا موالية للنظام بارتكاب مجزرة بحق عائلتين من ثمانية أشخاص في قرية كفرهود في ريف حماة
وسقط سبعة شهداء جراء غارة جوية شنتها طائرة مقاتلة على بلدة الحولة في ريف حمص في حين سقط أكثر من 55 جريحاً نتيجة القصف المدفعي الكثيف الذي سبق الغارة
وفي دمشق وريفها، أسفر القصف الصاروخي العشوائي والذي استهدف عدد من المساجد عن سقوط 15 شهيداً و25 جريحاً في مدينة معضمية الشام وسبعة شهداء في كل من دوما وداريا وخمسة في كل من سقبا والسيدة زينب، بالإضافة إلى عشرات الشهداء والجرحى في مدن وبلدات الزبداني وحجيرة البلد والمليحة وحوش دوير والتل ودير العصافير
كما أسفر القصف العشوائي عن سقوط ثمانية شهداء وعشرات الجرحى في بلدات سلقين ومعرة مصرين وسرمين في ريف إدلب، وثلاثة آخرون في بلدات خربة غزالة ونامر وطفس في ريف درعا
ومن حيث انطلقت شرارة الثورة من دمشق، نشبت اليوم معارك هي الأعنف منذ أشهر على مداخل مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، كما دارت اشتباكات عنيفة جداً على مشاف أحياء برزة وجوبر ومنطقة الزبلطاني حيث تمكن الثوار من تدمير دبابة عند حي برزة
وفي ريف دمشق، تمكن الثوار من أسر أكثر من خمسين عنصراً من ضباط وصف ضباط ومجندين في عملية نوعية بالغوطة الغربية، وهاجموا الفوج 81 على طريق مطار دمشق الدولي قرب بلدة شبعا بعد أن أعاات قوات النظام السيطرة عليه منذ مدة
وفي ريف حلب، حقق الثوار سلسلة من الانتصارات في قرية خان طومان التي تقع جنوب غرب مدينة حلب، حيث تمكن الجيش الحر من السيطرة على جميع مستودعات الأسلحة في القرية واقتحموا كتيبة الصواريخ في منطقة الراشدين، وحاجز الشرطة الواقع عند مدخل بلدة الراموسة، وحاجز الشرفة المؤدي إلى أكاديمية الأسد، وحاجز البرج المؤدي إلى مدرسة المدفعية
كذلك دارت اشتباكات عنيفة في مناطق متفرقة من ريف دمشق ودرعا وحمص وإدلب وحماة ودير الزور، قام الثوار خلالها بمهاجمة عدد من الحواجز العسكرية وتدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية