ما أن انتهينا من طعام العشاء حتى كان الليل أرخى سدوله فخرجنا الى شرفة الفندق نستمتع بنسمات الهواء الباردة الاتية من اعماق الصحراء فى انتظار مجىء الحاج عبد الحميد وما هى الادقائق قليلة حتى سمعنا صوت محرك سيارة يشق سكون الصحراء ....... ثم يطل علينا الرجل بوجه البشوش مرحبا ....كان فى العقد الخامس من العمر ... متوسط القامة....ذو بشرة سمراء .... شعره الاسود المجعد لم يعرف له المشيب طريقا بعد.... قسمات وجه التى لفحتها رمال الصحراء الساخنة تنم عن قوة شخصية واضحة ...اما عيناه السوداوان اللامعتان كانتا تشعان بريقا يشى بذكاء حاد..... ثم دعانا الرجل لشرب الشاى على الطريقة العربية فى الخيمة البدوية التى يقيمها الفندق عند حافة هضبة مرتفعة تطل على الجبل.... ويصنع الشاى على الاخشاب المشتعلة داخل براد كبير ...وتدور أكواب الشاى الصغيرة على الجالسين وسط حديث شيق لاينقطع .... وبعد هذه الاستراحة صحبنا الحاج عبد الحميد فى جولة على الاقدام فى الصحراء المحيطة بالفندق .... كان القمر يلقى بضوئه الفضى على رمال الصحراء ... والنجوم تتلألأ .. والسماء صافية ...أخذ الرجل يجول بنا فى رشاقة وخفة يحسد عليها ...يحدثنا عن اقتفاء الاثر فى الصحراء تارة... وتارة أخرى يحدثنا عن الاهتداء بالنجوم ويبين لنا مواقعها فى السماء ... حتى كاد الليل أن ينتصف فاستأذنا الحاج عبد الحميد فى العودة الى الفندق على أن نلتقى فى الصباح