لازالت أزمة الوقود ,وعدم توافره بالمحطات تطل برأسها على محطات البنزين والسولار بكل المحافظات عامة ,وهنا بسوهاج على النحو الخاص نجد أنه من أجل الحصول على كمية لا تذكر من أمتار الوقود ,لصاحب سيارة أجرة أو ميكروباص لكى يسعى بها على رزقه فعليه أن يظل أمام المحطة منذ الصبيحة ,إن لم يبت هناك طيلة ليلهِ مع الأخذ فى الاعتبار الجو شديد البرودة ,ولاسيما وقوع المشاجرات التى يستخدم بها الأسلحة النارية ,وأيضا إعاقة حركة المرور وتوقف السير بسبب تكدس السيارات لمسافة تصل لعشرات الأمتار أمام المحطات. وعلى الجهة الأخرى نجد أن تجار السوق السوداء يمارسون عملهم بشكل كامل متكامل من حيث وفرة الوقود لديهم والذى يباع بضعف الأسعار ,وأيضا وفرة المستهلك الذى لا يجد بداً أمامه لكى يمارس حياته ويطعم أنجاله فعليه بالعمل وعليه بالشراء من السوق السودءا ,كل هذا فى غفلة تامه وعدم تواجد دور الجهات الرقابية او التموينية بالمحافظة ,وأيضا غفلة ضمير أصحاب المحطات ,الذين يتاجرون بحقوق المواطنين فى تلك السلع . يستهل الحديث جدعون –سائق- قائلا ً إن الأوقات التى نعيش بها هذه الأيام أمام المحطات إن عملنا بها ,فإنها قادرة على أن تساعدنا لفتح عشر بيوت ليس بيت واحد ,فنحن نظل بالمحطات أكثر من مكوسنا مع أطفالنا وأبناءنا بالمنزل ,يرضى من ما يحدث لنا ,أين المسئولين من كل هذا . ويضيف إبراهيم سيد - سائق- لقد سئمنا من تصريحات المسئولين اللامتناهية صبيحة كل يوم ,يوعدوننا بأن الحياة ستكون جميلة وأننا سنجد كل ما نحتاجه ,ومع أول خروجه لنا نجدها "مزوت مش بيضاء" ,كما أضاف أن المسئولين صرحوا بأن من حق فرد الحصول على عدة أمتار ,ألا يدركون الطرقات التى نسير بها ,حيث تنفذ الكمية التى نحصل عليها قبل مرور اليومية علي شراءها .
وبنبرة حزن وتساؤل ,قال حسنى عبدالرحيم – مزارع – كيف يرى المسئولين عامة الشعب ,أيروننا بشر لنا حقوقهم أمثالهم ,أشك فإن كان هذا حقا فليعطوننا حققونا فى العيش ,فأنا لدى قطعة أرض زراعية تحتاج كل مرة أرويها بها إلى صفيحة سولار ,وسعرها يكبدنى الكثير من المال ,وفى النهاية الزرع دى مش خير للكل ,حرام اللى بيحصل . ويعرب مرسى أحمد – موظف- عن أسفه لما وصل إليه حال البلاد ,قائلا لقد قام الثوار بثورتهم المجيدة من أجل العيش والحرية والكرامة ,ولكن ما تحقق بعد الثورة هو مضادات تلك الأمال العظيمة ,فلكى يحصل الفرد منا على بضع لترات يتكبد العناء والمشقة من كل جانب نفسيا ومعنويا وايضا ماديا ,وليت العاقبة حسنة .
ويشيرمحمود على – موظف- من مدينة سوهاج ,إلى أن هناك الكثير من سائقي التاكسى والأجرة استغلوا عدم توافر الوقود بالمحطات وعدم وجود الرقابة ,وقاموا برفع التعريفة إلى قرابة الضعف دون حساب لأى شخص .
وعلى نحو أخر يقول عطية على- طالب- لقد تسببت أزمة الوقود فى قيام الكثير من أصحاب التاكسيات والسيارات الأجرة والسرفيس بترك مركباتهم لعدم قدرتهم على تشغيلها لقلة الوقود .
وتقول إيمان حمدى – طالب بكلية العلوم بسوهاج- إن أزمة السولار والوقود لم يعد أثرها السلبى على السائقين فقط بل ونحن أيضا كطلبة طالبات ,نظل بالموقف بالساعات فى انتظار السيارات بعدما تكون قامت بالتمويل ,ولاسيما أن الوقت فى الدراسة يكون قصير جدا ,وهذا ما يدفعنا للوصول لمنازلنا فى أوقات متأخرة من الليل ,وما يعرضنا كفتيات لخطورات عدة ,كماأننا أصبحنا نغشى ركوب القطارات لكثرة ما شاهدناه خلال الفترة السابقة من وقوع حوادث القطارات .
ويتسأل خالد أبوالنور- مدرس- من مدينة جهينة – أين المسئولين من كل هذا ,أين مباحث التموين التى من شأنها ضبط الخارجين على القانون وأصحاب المحطات الذين يستغلوا الفرصة ويبيعون ما يرد إليهم بأزيد فى السعر ,أو بيعه لتجار السوق السوداء .
ومن جانبه يقول عطية عمر – وكيل وزارة التموين بسوهاج- إن السبب الرئيسى فى تفاقم أزمة الوقود هو قلة الوارد الخاص بالمحافظة ,ولا سيما أننا نقوم بعدد من الحملات المستمرة والمكثفة لضبط أصحاب المحطات الذين يستغلون الفرص ,ويبعيون الوقود لغير مستحقيه