كشف حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان عن مخطط تقوده دولة الجنوب بالتنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل لدعم متمردي "الجبهة الثورية" للعمل على تأجيج الأوضاع في ولاية جنوب كردفان وإقليم دارفور. وأكد حزب "المؤتمر الوطني" أن ذلك تمهيدا لتهيئة الأجواء للأمريكيين والإسرائيليين داخل مجلس الأمن بإدانة السودان واستصدار عقوبات جديدة ضده. واتهم عضو المكتب القيادي بالحزب السوداني الحاكم د.قطبي المهدي، في تصريحات صحفية ، عناصر داخل القيادة بدولة الجنوب بالإصرار على تنفيذ أجندة دول أجنبية على رأسها إسرائيل للنيل من استقرار السودان. وأضاف قطبي أن السودان سيفضح الجنوب أمام شعبه والأفارقة ومجلس الأمن الدولي بأن جنوب السودان لا يرغب في الاستقرار ومصلحة شعبه ويسعى لعدم الأمن في القارة الأفريقية. في السياق اتهم الحزب الحاكم في السودان حكومة جنوب السودان بتصعيد القضايا وتبييت النية لإحالة القضايا العالقة بين الخرطوموجوبا لمجلس الأمن الدولي، وأكد أن الجنوب وصل لقناعة بأنه "لا يريد استمرارا في الإتفاقيات الموقعة مؤخراً بينه وبين السودان". وحذر المتحدث باسم الحزب السوداني الحاكم د.بدر الدين أحمد إبراهيم من عودة الحرب بين البلدين، قائلا "إنها لن تكون في مصلحتهما وستكون خصما على واقع الممارسة السياسية بين السودان وجنوب السودان". واستنكر بدر الدين شكوى حكومة الجنوب لمجلس الأمن من ضربات وجهتها القوات المسلحةالسودانية لمناطق بالجنوب، وقال "إنها ليست ذات قيمة". وأضاف أن جوبا تشكو السودان من بعض الضربات وهى تحتل أراضيه بقواتها وكامل عتادها العسكري، وقال "إن الشكوى لمجلس الأمن ليس لها قيمة في وجود مجلس السلم والأمن الأفريقي، وكان على حكومة الجنوب أن تتقدم بشكواها إلى لجنة الوساطة والاتحاد الأفريقي. وأكد بدر الدين حرص الحكومة السودانية على تنفيذ الإتفاقيات الموقعة مع حكومة الجنوب، وقال "نحن حريصون على ذلك ولن نتخلى عنها إلا إذا تخلت حكومة الجنوب عنها، وبذلك يعلم المجتمع الدولي أي الطرفين نكص عن الاتفاقيات". و شن الحزب الحاكم فى السودان هجوما عنيفا على الولاياتالمتحدةالأمريكية، واتهمها بالتدخل فى الشأن السودانى، مشيرا إلى أن قنوات الدبلوماسية معروفة فإن كانت لديها نصائح بخصوص القضايا السودانية فعليها اللجوء لنافذة وزارة الخارجية. ووصف مسئول الإعلام بالحزب د.بدر الدين أحمد إبراهيم ، دعوة واشنطن بإيقاف القصف على متمردى دارفور بأنها رسالة للرأى العام، وتصب فى مصلحة تأجيج النزاعات وتعقيدها بدلا عن معالجتها، مؤكدا "عدم وجود جهة على الأرض" تجبر الحكومة على التفاوض مع الحركة الشعبية (قطاع الشمال) فى ظل عدم فك ارتباطها مع دولة الجنوب. وجدد بدر الدين ، مطالبة حزبه للاتحاد الأفريقى والمجتمع الدولى بالضغط على جوبا، وحملها على تنفيذ اتفاق التعاون المشترك من أجل الاستقرار والسلام، مشيرا إلى اتجاه السودان للتعامل مع أوغندا بالمثل لإيوائها للمتمردين، ووصف ذلك بالأمر الذى لا يمكن السكوت عليه، وأوضح أن أوغندا تقوم بأنشطة معادية للسودان. و رهن الحزب الحاكم بالسودان تنفيذ قرار مجلس السلم والأمن الأفريقى بدخول الحكومة فى حوار مباشر مع (قطاع الشمال)، بفك ارتباطه مع دولة الجنوب، إلى جانب إشراك أهل الشأن من منطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق فى عملية التفاوض. وأكد الأمين السياسى للحزب الدكتور حسبو عبد الرحمن التزام الحزب بمبدأ الحوار كحل لقضية المنطقتين، وشدد على أهمية اعتماد بنود اتفاقية السلام الشامل كمرجعية نهائية فى عملية التفاوض حول المنطقتين. وقال الأمين السياسى للحزب "نحن نؤمن بأن السلام الحقيقى يتم بالحوار وليس بالسلاح، ولكن يجب أن يكون أصحاب المصلحة الحقيقيون مشاركين"، وأكد رفض حزبه لتأكيد (قطاع الشمال) أنه يمثل أهالى المنطقتين. ووصف ما جاء فى رؤية القطاع، فى الجولة السابقة التى أكد فيها تمثيله لأهل السودان، بالأمر الخطير، وأكد "حسبو" تمسك حزبه ببنود اتفاقية السلام الشامل المتعلقة ببروتوكول المنطقتين كمرجعية للتفاوض. من جهة أخري اغتال مسحلون مجهولون، أمس، المدير التنفيذي لمحلية نتيقه بولاية جنوب دارفور، أبوبكر آدم عبدالعزيز، وأحد مرافقيه. ووقع الحادث في الطريق الرابط بين عاصمة الولاية نيالا ومدينة كاس. وقال معتمد محلية كاس، محمد أحمد بابكر، إن السلطات الولائية شرعت في تعقب الجناة ولم ترد أي تفاصيل بشأن هوية المعتدين. ويعد حادث الاغتيال هو الثاني من نوعه خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بدارفور، حيث نفذت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية هجوماً مسلحاً بالقرب من معسكر زمزم للنازحين شمالي الإقليم مما أدى إلى مقتل القيادي بحركة تحرير السودان القيادة التاريخية آدم أبكر (بشار) وإصابة آخرين معه. سلم الجيش السوداني إلى الصليب الأحمر، أمس، خمسة جنود أسرى من جنوب السودان في "بادرة حسن نية" . وأوضح رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان جان كريستوف، أن السلطات السودانية كانت تواصلت مع اللجنة الدولية لطلب تسهيل إعادة أسرى حرب سابقين إلى ديارهم، ووافقت اللجنة على العمل باعتبارها وسيطاً محايداً بين السلطات السودانية وسلطات جنوب السودان. وقال "يسعدنا أن يتمكن هؤلاء الرجال الخمسة من العودة إلى بلادهم، وسنقدم الدعم اللوجستى لمثل هذه العمليات الرامية إلى إعادة الناس إلى ديارهم فى المستقبل أيضاً إذا ما دعت الحاجة لذلك" .