كريستوفر بوكر اذا رفع تقرير بأن مسؤولاً كبيراً في الأممالمتحدة تورط في مؤامرة أدت في وقت سابق الى مقتل أو اصابة مئات الأبرياء ثم ومن خلال أكاذيب وأعمال التدليس خدع آلاف الأشخاص الآخرين ليعتقدوا بأنهم ينالون الحرية ولكنهم يكتشفون بأنهم زجوا في معتقل للأعمال القسرية بدرجة واطئة ومخجلة، ربما يبدو هذا الأمر جدياً للغاية ولكن اذا ما تم الكشف عن أن هذا المسؤول قد فبرك وثيقة لايهام العالم بها بأن كل شيء على ما يرام فهذه الفضيحة قد يبدو أسوأ من ذلك. وهذه هي تهمة رفعت الى لجنة في الكونجرس الأمريكي موجهة ضد مارتن كوبلر الممثل الشخصي ل"بان كي مون" الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق. سبق لي وأن كتبت عدة مقالات بشأن واقع الحال التعس الذي يعيشه 3200 معارض ايراني من منتسبي منظمة مجاهدي خلق الايرانية ممن عاشوا مسالمين لسنوات طويلة في بلدة مخيم أشرف المنظمة المشيدة بأيديهم في الصحراء بالقرب من الحدود الايرانية، في عام 2003 أعطت الحكومة الأمريكية لكل فرد منهم ضماناً شخصيا لحمايتهم ولكنه عندما انسحبت القوات الأمريكية في 2009 ، تم فرض حصار على أشرف مباشرة من قبل قوات عراقية وايرانية وبأمر من نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، في عامي 2009 و 2011 تعرضت هذه المدينة للهجوم مما أدى الى مقتل 47 ساكن مجردين عن السلاح واصابة مئات الآخرين بجروح. في عام 2011 اعتمد كوبلر وبالتواطؤ مع المالكي والنظام الايراني حيلة قذرة ضد هؤلاء الأفراد الباقين في آشرف. انهم قالوا لهم بامكانهم أن يهبوا نحو عيش جديد في الدول الأخرى في حال الانتقال الى مخيم سابق للقوات الأمريكية مخيم ليبرتي بالقرب من بغداد. في 19 كانون الثاني / يناير من العام الماضي رفعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تقريرا سرياً بأن مخيم ليبرتي لا يلبي اطلاقا الحاجات والأساسيات الضرورية لمخيم لنقل الأفراد اليه. ولكن بعد مضي 11 يوماً على ذلك وبأمر من كوبلر تم صياغة تقرير جديد يقول عكس ذلك التقرير تماماً وعقب ذلك، أصدر مكتبه (كوبلر) بياناً صحفيا زعم بأن المفتشين وجدوا المخيم مناسباً للعيش تماماً. وعلى أساس ذلك فان سكان أشرف أعلنوا موافقتهم للانتقال اليه ولكنهم وجدوا أنفسهم في مخيم للاعتقال محاصر من قبل قوات عسكرية بدون ماء وكهرباء وتحت قيادة العقيد صادق الشخص الذي قاد الهجمات المميتة على مخيم أشرف. الحالة في هذا المخيم مازالت مروعة ومقززة: في يوم كريسماس غمرت المياه والمياه الثقيلة عموم المخيم مما عرض العديد من السكان خاصة مئات النساء للاصابة بأمراض وأوبئة مختلفة. اني نقلت قسماً كبيراً من هذه الرواية في وقت سابق ولكن الأمر الجديد هو الكشف عن مسودة تقرير تعمد اخفائها في سرية وهي تعود لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حيث يبين بأن التقرير الصادر بعد 11 يوماً من صدور هذا التقرير كان كذباً جملة وتفصيلا. فموضوع فبركة التقرير بأمر مباشر من كوبلر قد تم تأييده من قبل أحد المسؤولين الكبار لديه طاهر بومدرا الذي أدلى بشهادته في الكونجرس الأمريكي بأنه انزعج من أعمال كوبلر بدرجة أدى الى استقالته في شهر أيار/ مايو الماضي. قبل 10 أيام كتب آلخو فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الاوربي الذي هو رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة أيضا رسالة الى بان كي مون طلب فيها منه اجراء تحقيق بشأن «أعمال الخدعة والتدليس» التي يقوم بها ممثله الشخصي في العراق وتعامله مع سكان أشرف (الذي سمي الآن بمخيم العراق الجديد) ويبدو أنه ينتهك بشكل سافر ”جميع القيم التي بنيت الأممالمتحدة عليها”. ولتعزيز الملف أرفق فيدال كوادراس نسخة من مسودة التقرير التي تكشف عن مدى تعرض سكان أشرف ل «خدعة سافرة» التي أصبحوا ضحايا لها. ان أهدافهم أصبحت مدعومة من قبل مئات من نواب البرلمان الاوربي وآلاف من نواب البرلمانات الأخرى وكذلك شخصيات سياسية وعسكرية كبار في عموم العالم خاصة في أمريكا. هناك كثيرون في العالم ينتظرون ليروا كيف يتعامل بان كي مون مع هذا التحدي.