دفع غياب الطلبة الملحوظ عن مقاعدهم الدراسية في استهلالية العام الدراسي الحالي إدارة مكتب الشارقة التعليمي بالمنطقة الشرقية إلى تكليف قسم التقويم والتخطيط بإعداد دراسة علمية تكشف أسباب ظاهرة غياب الطلبة في الأيام البينية والتي ظلت تتكرر كثيرًا خلال الأعوام الدراسية السابقة وإن ابتعد حدوثها بداية تلك الأعوام مثلما حدث مطلع العام الدراسي الجاري. فقد بلغت نسبة الغياب فى أول أيام الدراسة 100% مما دفع بعض المدارس إلى عدم بدء تدريس المناهج حتى بعد أن تواجد قلة من الطلبة ومع مرور فترة من الدراسة ظلت الظاهرة مسيطرة؛ حيث بلغت نسبة الغياب فى المدارس الحكومية بدبى حوالى 60% وتتفاوت هذه النسبة من منطقة تعليمية لأخرى الأمر الذى دفع قسم التقويم والتخطيط بالمكتب بإعداد الدراسة. الملاحظة أن غياب الطلبة ترتكز في الأيام البينية التي تقع بين إجازتين، حيث اعتمدت الدراسة على استبيان رأي طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية حيث احتوى على 10 أسئلة مغلقة ومفتوحة موجهة لهم تتعلق بالأسرة والطالب وأصدقائه ومرض"اتش1 إن1"، والمؤسسة التربوية نفسها والهيئات التدريسية، مشيراً إلى أن أهميتها تكمن في التعرف على أسباب الغيابات من وجهة نظر الطلبة أنفسهم ووضع مقترحات وحلول ناجعة للظاهرة باستخدام منهجية التحليل الوصفي . وذكر معد الدراسة في قراءة للمسببات والنتائج ومقترحات الحلول التي توصلت إليها أن النتيجة العامة أكدت أن ثقافة المجتمع الخاصة بالإجازات ووقوع الأعياد في الأيام التي تلي الإجازة تعد سبباً رئيسياً في تغيُّب الطلبة في الأيام البينية، ما يستدعي حملة توعية لتغيير هذه الثقافة، وأضاف: أن عينات الدراسة أشارت إلى أثر دور غياب الأخ الأكبر في تغيب شقيقه الأصغر، فعندما يعتمد الأهل على الأخ الأكبر فى توصيل اخوته للمدرسة فغيابه يعنى بالضرورة غيابهم أيضا؛ إلى جانب غيابات تتم بطلب من الأهل فضلاً عن تأثير عامل شراء الملبس وحاجات العيد، بالإضافة إلى عدم اكتراث الأهل وعدم سؤال أبنائهم عن سبب الغياب ما يشجعهم على ذلك . الأهم أن الدراسة أوضحت تأثير الأصدقاء في بعضهم بعضاً، حيث إن نسبة كبيرة من الغياب تحدث بسبب هذا التأثير استناداً إلى اجابة أفراد العينة التي أقرت بالتغيب في الأيام البينية بعامل العادة إلى جانب الخوف من مقاطعة أصدقائهم لهم لو داوموا في تلك الأيام, مشيرة إلى أن أهم أسباب تغيب الطلبة خلال هذا العام وفقاً لما توصلت إليه الدراسة هو تخوف أفراد العينة من الإصابة بمرض (H1 N1) . وفيما يختص بقراءة نتائج الأسئلة المختصة بالمدرسة والهيئات التعليمية ذكر أن الدراسة أقرت بأن نسبة الثلث من أفراد العينة يرون أن البيئة المدرسية طاردة ما يستدعي من الإدارات المدرسية تحسين البيئة التعليمية بكل الوسائل والطرق التي يرونها مناسبة، فيما نفت الدراسة وجود أي دور للمعلمين في تغيب الطلبة في الأيام البينية. وأوصت بأهمية تنظيم حملة توعوية لتغيير ثقافة المجتمع الخاصة بالإجازات واستغلال الإذاعة المدرسية للتوعية المستمرة فضلاً عن التثقيف بشأن مرض اتش1 إن،1 وكيفية الوقاية منه حتى لا يكون عذراً للغياب في الإجازات البينية، لافتاً إلى أن الدراسة حبذت أن تمنح الأيام البينية خاصة قبل العيد إجازة للطلبة حتى يتمكنوا من شراء حوائجهم على أن يتم تعويضها بيوم آخر بالطرق التي تراها المدرسة مناسبة، فضلاً عن سؤال أولياء الأمور حول تغيب أبنائهم وتوقيعهم على تعهد بعدم تكرار الغياب، كما نادت التوصيات بجعل البيئة المدرسية جاذبة شكلاً ومضموناً بتفعيل الأنشطة الصفية واللاصفية بالإضافة إلى توعية الطلبة بعدم التأثر بأصدقائهم إلى جانب عدم الاقتداء بالسلوكيات السلبية.