ماذا يحدث فى مصر فالمشهد غريب ومتخبط وفوضوى ويعكس حالة من العشوائية فى كل شئ بداية من طريقة إدارة الدولة مرورآ بالمسرحية السخيفة الهزلية المتمثلة فى الحكومة والمعارضة نهاية لشعب فقد القدرة على الحلم ويرى الحياة الأن بصورة ضبابية فهو لايعرف هل ستنهض مصر أم تظل على هذة الحالة الغريبة من تدهور إقتصادى وإجتماعى وكأنة وطن يغتصب من أبنائة الجميع يسعى لمصالحة وأهدافة بكل ما يستطيع من قوة وكل الوسائل مستخدمة ومباحة فالأهم من وجهة نظرهم جميعآ تحقيق مصالحهم الضيقة على جثة وطن ينزف حزنآ على ما يحدث وكأنهم إتفقوا جميعآ على إغتصاب هذا الوطن ولا يتعلمون من دروس التاريخ وكيف إنتقم هذا الوطن من كل معتد ومغتصب فمصر بها شعب صبور طيب يرى كل شئ ويحلل ويدقق ولا يثور إلا عندما يشعر أن صبرة قد نفذ وأنه لامجال للحياة سوى التغيير والأهم أن هذا الوطن على مر التاريخ لم ينجح أحد فى إستغلالة فمصر وطن قهر الجميع منذ فجر التاريخ حتى الأن فهل يتعلم الجميع الدرس ويعملون لمصلحة هذة الأرض الطيبة التى تعطى بلا حود ولا تنتظر المقابل أم يظل الجميع على إستغلالها وإغتصابها ويوجد العديد من هؤلاء فى مصر الأن ومنهم : تيار وصل للحكم فى مصر عبر شعارات براقة وإستغل تعاطف المصريين معهم لأنهم إستطاعوا النزول للشارع والتعامل مع المواطنين على أنهم المخلص والمنقذ من فساد النظام السابق وأنهم قادمون لتطبيق شريعة الله فى أرضة ويحملون الخير لكل الناس وهؤلاء ليسوا فصيل واحد كجماعة الإخوان المسلمين بل تيار كامل يتجمع تحت مسمى تيار الإسلام السياسي فبعد عامان من الثورة المصرية لم نرى منهم سوى إصرار على الوصول للحكم بكل الوسائل الممكنة من عقد صفقات أو تحالفات وهى كثيرة ولا مجال لسردها فالجميع يعلمها وأتمنى لهم النجاح لأن مصر للجميع ولكنى لا أرى منهم سوى مراهقة سياسية فهم يحكمون بمنطق الهواة ولا يوجد لديهم رؤية متكاملة واضحة للمستقبل ولا يستطيعون إحتواء معارضيهم ومخالفيهم فهم يتعاملون مع الجميع الأن بمنطق أنهم السادة الحكام الجدد ومن معهم فائز ومن سيعارضهم منبوذ و لن يحصل على شئ وسيخسر كل شئ فهم القادرون على الفوز بالإنتخابات وتنظيم المليونيات .. تيار المعارضة المصري من الأبطال الأساسيين فى فيلم إغتصاب مصر فهم بكثرة عددهم وأحزابهم وحركاتهم وقياداتهم التى تملآ الوطن تصريحات وتوعدات وأمال وطموحات يمارسون ما يمارسة النظام الحاكم ولكن من الباب الخلفى وهو المعارضة فهم لايتفقون على شئ ولا يتجمعون سوى للشكوى من قرارات الرئيس وتصريحاتة وكأنهم لايتعلمون من أخطاء الفترة الماضية فسلاح قهر الإخوان والقضاء عليهم هو الصناديق فبدلآ من إدعاء الوطنية والصراخ ليل نهار والتواجد الدائم فى الفضائيات ووسائل الإعلام عليهم النزول للشارع والعمل وسط المواطنين بشكل حقيقي فهم يريدون نصرة الشارع بلا مقابل وأين هم من هموم المواطن فالشعب يريد الحياة ولا يريد الشعارات البراقة والعبارات الرنانة . يمارس الإعلام المصري سواء الخاص والحكومى دورآ هامآ فيما يحدث من إغتصاب لهذا لوطن فكل صحيفة أو قناة لاتبحث عن مستقبل هذا الوطن بشكل فعال وحقيقي بل تبحث وتسعى بكل قوة نحو مصالح ملاكها وأهدافهم وتوجهاتهم السياسية فصحف وقنوات الدولة تسبح بحمد الرئيس وتصنع منه المنقذ والمخلص ورجل المستحيل المدعوم من الله وصحف الأحزاب تهاجم الرئيس لسياسات أحزابها وتوجهاتهم ورغباتهم السياسية والقنوات الخاصة التابعة لرجال الأعمال تعبر عن مصالح وتوجهات الملاك الجدد والجميع تجاهل مستقبل مصر فبنظرة سريعة نجد أن تصفية الحسابات وتشويه الخصوم والقضاء عليهم هو شعار الإعلام المصري وأتحدى أن نجد صحيفة أو قناة فضائية تخصص مساحة للأفكار الحقيقية التى تهدف لبناء مصر والخروج من أزمتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية . البحث عن السلطة والأضواء والشهرة فى مصر أدخل العديد من الشخصيات المجهولة سياسيآ وشعبيآ إلى المشهد السياسي المصري بكل قوة وبعضهم توهم أنهم قادرون فى هذة اللحظة التى تحمل تخبطآ وفوضى فى كل شئ الحصول على مكاسب سياسية سواء من التهليل للحزب الحاكم وتبرير كل أخطائة والتشهير بمعارضية وهؤلاء فريق كامل يتصدر القنوات والصحف التابعة لتيار الإسلام السياسي وهم يرون بتصريحاتهم وأفعالهم أنهم يخدمون الإسلام وهم يحصدون الأن الثمار من تعيينات فى مجلس الشورى ومن قبلة المجلس الأعلى للصحافة والمجلس القومى لحقوق الإنسان وغيرة وفى المقابل نجد طابورآ طويلآ من أنصاف المتعلمين وأشباة المثقفين بعضهم يؤيد المعارضة ويملآ الصحف والفضائيات تصريحات وتحليلات سياسية تنم عن جهل ورغبة فى إفشال الرئيس ووكأن هذا الوطن مجرد تركة يريد الجمع تقسيمها وكأنهم لايتعلمون من دروس التاريخ أن مصر وطن لايمكن إحتكارة وعلى الجميع التعاون والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع . المشهد الحالى فى مصر يرسم مجموعة من البشر يلهثون بأقصى سرعة نحو هدف واحد ولا يرون إلأ أنفسهم ويستخدمون كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل تحقيق مصالحهم الضيقة فى الوصول لحكم مصر وجميعهم خاسر لامحالة فمصر لن يستطيع فصيل واحد حكمها سيفشل بلامنازع وسيخسر الفرصة التاريخية ليكتب إسمة من نور فى تاريخها فهل يتعلمون الدرس . مستقبل مصر الحقيقي خارج هؤلاء جميعآ فى شبابها النقى الطاهر الذى لم تلوثة خبايا وصفقات السياسة ولا أموال ومليارات رجال الأعمال فهم الأمل المنتظر لبناء هذا الوطن ووحدتهم وتوافقهم هو الحل الوحيد لإنقاذ مصر من كل مغتصب يريد إختطافها وإحتكارها وهم قادرون على ذلك بحكم التاريخ والإرادة المصرية . [email protected]