عم حسن (مكوجى الرجل) تجده دائما جالسا فى دكانه الصغير بمنطقة امبابه ، يقضى معظم وقته جامعا لرجال الشارع فى حلقة دائرية تشبه حلقات العلم التى كانت تجرى فى الأزهر ليتحدث معهم عن مشقة عمله وعن إرهاقه ، وأنه أصبح غير قادر على حمل المكواة ثقيلة الوزن وينتظر بفارغ الصبر مرور عامين كى يتسنى له الراحة ويأخذ المعاش ، ثم ينهى حديثه معهم بتوصية بالدعاء له أن يصبح عمره 65 عاما اليوم . ارتبط عم حسن بمكواة الرجل منذ الصغر ، حيث كانت أسرته فقيرة ولديها الكثير من الأبناء فجعلت كل منهم يلتحق بمهنة كى يعول نفسه ويساعد أسرته ، ويقول أنه تعلم المهنة من خاله فى منطقة بولاق أبو العلا حتى أصبح يتقنها ،واستطاع أن يفتح لنفسه دكان صغير فى امبابه حيث يقطن هو وأسرته ،ثم يعدد مزايا مكواة الرجل قائلا أنها تجعل الملابس ناعمة وهى أكثر جودة من المكواة العادية التى لاتتطلب محترفين بل أى شخص يستطيع استخدامها. يقول أن عمره 63 عاما وأصبح غير قادرا على العمل ، فمكواة الرجل حديدية ثقيلة وبها ذراع طويل يقوم بتسخينها ثم يضعها على الملابس ويثبت إحدى قدميه عليها لفرد الملابس ثم يبتسم ابتسامة حزين قائلا " بس الحقيقة إن مكواة الرجل هى اللى حطت رجلها على ضهرى لحد ماهلكتنى وداست عمرى " ويقول أن المهنة تناسب الشباب ولكنهم جميعا يعزفون عنها ، وأن لديه ثلاثة بنات لذا فلا يوجد من يرث مهنته أو يساعده وحتى إن كان لديه ولد فكان سيعلمها له كهواية وليست كحرفة يجيدها و سيجعله يلتحق بالتعليم العالى الذى لم يستطع هو الالتحاق به ، ثم يسند رأسه على الحائط خلفه وكأنه يسترجع عمر مضى لم يبق منه سوى رتوش من الذكريات ويسرد "أنا عمرى ماكانت أحلامى بعيدة ، ومؤمن دايما بالمثل اللى بيقول على قد لحافك مد رجليك وكانت أقصى آمالى وظيفة حكومية وبطيخة لعيالى وأنا راجع من الشغل " أما الآن وقد أنهك العمل صحته ؛ فأصبح حلمه الوحيد هو أن يمر الزمن به سنتان للأمام حتى يصرف المعاش ويأقلم نفسه على ما سيحصل عليه ، ولكن هل سيقف الزمن فى صالحه أم أنه بلازر العودة للخلف أو للأمام بل اللحظة فقط ، وكل ماعدا اللحظة انحراف أحلام ؟ ي وهي عبارة عن مكواة حديدية ثقيلة وضخمة بها ذراع خشبية طويلة تتمثل طريقة استخدامها في تسخينها علي النار ثم وضعها علي