من راى مشاهد المليونيات للتيارات الاسلامية وللقوى الوطنية والحرب النفسية التى تدور رحاها بين الفريقين لا يصدق ان هذه هي مصر 25 يناير التى خرجت عن بكرة ابيها تخلع النظام القديم ، لقد إنقسمت البلاد لعدة معسكرات وتشرزمت القوى لتتعدد الاتجاهات والمقاصد ، أصبح كل معسكر يخوّن الآخر ، يكفّر الآخر ، يلعن الآخر ، كل معسكر يسعى جاهدا لإهانة الآخر ، فضح الآخر ، التنكيل بالآخر ، لا يسعى أيهم لإصلاح او تنمية او نهضة ، إنما يسعون جميعا لإقصاء الآخر ، لتشويه الآخر ، لإبعاد الاخر ، كل فريق لا يرى فى سواه إلا أفاق وصاحب مصلحة وموتور ومتآمر وعميل ، كل الفرق نمي لديها فمّين بديلا عن الأذنين ، فلا أحد يسمع ، لا أحد يفهم ، فقط الجميع يتكلم ، بل يصيح ويهتف ، تعطلت عند الجميع حواس العقل ، ونشطت لدى الجميع حواس المصارع . البلاد تنزف ، والجميع فى غفلة لا يشغلهم سوى إصدار المزيد مما يزيدهم فرقة ويزيدهم عداوة ، بعضهم مشغول بنشر الوقيعة فيما بين الآخرين ليقصى بعضهم البعض ويحصل من وراء عداوتهم على مكاسب سياسية ، وبعضهم مشغول بالتنقل بين المعسكرات يجنى أرباح سواد قلبه الدفين ، والبعض الاخر مشغول بالمناصب والمراكز والأضواء ، والبعض الآخر ينظر ويتحسر ويأخذه الياس من مستقبل مظلم مجهول وحاضر ضبابى عبثى غامض ، لقد أصبح بسطاء الناس فى بلادى يسئلوننى : وماذا بعد ؟؟ لا أجد إجابة لأننى لا أملكها ، ولم اعد فى إستطاعتى أن أمنيهم الأماني بالغد المشرق كما كنت أفعل منذ شهور ، لقد فرغ وعاء الأمل مما فيه ولم يعد لدى سوى القلق .