يقول المثل الشعبى المصرى " الطمع يقل ما جمع " ، ولكن ما معنى كلمة طماع يمكننى القول ان الطماع هو شخص مورس عليه قهرا لمدد زمنية ليست بقصيرة ، هذا القهر خلق منه ضحية نتيجة الاذلال والعنف النفسى والجسدى ، يخرج منه طماعا مستحوذا على كل ما يجده امامه ( لانه حرم من حقه فاصبح لديه الشهوة لاسترداد حقه تالت ومتلت ) ، وهناك تأصيل لفكرة الطمع من الناحية السيكولوجية تقول " ان الطمع احد صور الطغيان " ، التى ان تملكت من احدهم فانه فى وقت ما حينما تسنح الفرصة فإنه لن يتوانى حتى يصبح طاغيا فمع كل ضحية يولد داخلها طاغى يكبر بكبر حجم المذلة والاهدار للكرامة والافكار ... اذن ما علاقة السوستة بالطمع ، وما علاقة الطمع بأنه يقل ما جمع .. تخيل معى عزيزى القارىء بأنك تحمل سوسته ضاغطة ، وحاول ان تضغط عليها وتتركها ( ماذا تنتظر ) .. ان المحصلة لنتيجة ذلك الفعل هو ان السوسته ستقفز للاعلى وسرعان ما ستقع ارضا ، ولاحظ انه كلما زادت قوتك بالضغط على السوسته كلما زادت قوة القفزة ومن ثم الارتداد ارضا مرة اخرى .. تلك هى حالة الطامع يقفز لاعلى نتيجة طمعه ولكن سرعان ما يفقده طمعه قوة الصمود امام شهوة الاستحواذ ومن ثم السقوط ارضا لا محالة مهما طال زمن الاستحواذ . وما علاقة ذلك بالواقع المصرى .. فى حياة المواطن المصرى علاقة وثيقة الصلة بين معاناته وبين الطمع ، فكلما زاد طمع الطامعين اشتدت عليه ( اى الشعب ) ازمته ، وكلما قفز اولئك الطامعين على طموحاته واحلامه ازداد الشعب هما فوق الهم وحملا فوق الحمل وعجزا فوق العجز الى ان يطغى .. عانى من عانى ، وظلم من ظلم على مر العصور والازمنة ، وزاد عدد الضحايا خلف القضبان والشوارع الخلفية والتهميش ، وما ادرك من كان يضغط على السوسته عبر الازمنة المختلفة ان ظلمه مستمر ، فظلمه الاول واقع على ضحيته وظلمه المستمر واقع بشكل غير مباشر وغير مقصود على صنيعته ( الضحية يكبر بداخله طاغى دون ان يعلم ) .. ذلك حال النخبة فى مصر على اختلاف انتماءاتهم ... اعمى الطمع قلوبهم فهؤلاء فى اليمين ليس لديهم هدف حقيقى بل طامعين ، واولئك فى اليسار هدفهم اكبر من امكانياتهم فهم ايضا طامعين .. ويبقى الشعب هو الضحية التى ستتحول يوما الى طاغى ليس هناك من هو اكبر منه وسيثور على نفسه ومن طمع وطغى فيه .... انظروا فى واقع كل منكم وابحثوا داخلكم وخارجكم عن الضحية والطماع ، والضاغط والطاغى ، وكونوا منصفين مع الحق واعلموا ان الباطل جندى من جنوده اذا قام الحق زهق الباطل فورا مهما استشرى بطلانه ... واعلموا ان الطمع يقل ما جمع ، وتعلموا من تجاريكم العديدة وتعلموا ان لكل امر خبيث فى حق مصر لابد له من فضيحة تفضح من دبر ذلك الامر احذر احذر احذر من الطمع فى حق الشعب فى ان يعيش كخير اجناد الارض فثورة الجياع للكرامة والحرية ولقمة العيش لن تبقى ولا تذر ... اللهم بلغت اللهم فاشهد