أنهت اللجنة السياسية العسكرية المشتركة بين السودان وجنوب السودان إجتماعاتها بجوبا أمس دون التوصل لإتفاق حول الملف الأمني، واتفق الطرفان على استئناف الحوار بالخرطوم في وقت لاحق . وأعلن وزير الدفاع عبد الرحيم حسين رئيس الجانب السوداني في اللجنة لدى عودته إلى الخرطوم مساء امس ، إن مباحثات اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة بين دولتى السودان وجنوب السودان، التى اختتمت مؤخرا بجوبا، كانت مثمرة وجيدة رغم وجود التباين فى الآراء، واتفق الجانبان على مواصلة الحوار بالخرطوم قريبا. وأضاف أن الاجتماعات ناقشت القضايا التي تهم البلدين ، وأشار لتقدم الحوار في بعض القضايا وظهور مشاكل في الاخرى ، لكنه أكد على اتفاق الطرفين على استمرار الحوار بالخرطوم في وقت يحدد لاحقا . وأكد أن تبايناً في الاراء ظهر خلال الاجتماعات ،مؤكدا في الوقت نفسه توفر الارادة السياسية لدى الطرفين لمواصلة الحوار وتنفيذ ماتم التوصل اليه من اتفاقيات بين البلدين باديس ابابا اخيرا، تمهيدا للوصول لحدود امنة، وذكر أن النقاش في الاجتماعات كان مثمراً وجيداً رغم التباين في الاراء وكانت اجتماعات اللجنة قد انفضت دون الوصول لنتيجة بعد احتدام الخلافات والجدل حول الأجندة، لاسيما فيما يتعلق بمطالبة الخرطوم بإدراج فك الارتباط مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وطرد الحركات المتمردة من جوبا ضمن أجندة الحوار، ورفض جوبا لنقاش تلك القضايا. وذكرت مصادر أن اجتماعا آخر سيعقد بالخرطوم لم يتفق على موعده ، وأشارت أن الخلافات منذ اليوم الأول تمثلت في قضية الحركة الشعبية قطاع الشمال والمنطقتين. وأكدت المصادر أن جوبا رفضت مجموعة من المقترحات التي دفعت بها الخرطوم على رأسها مقترح بمد المنطقة الآمنة 50 كيلو مترا لتشمل الدولتين اضافة لزيادة المساحات التي تراقبها لجان المراقبة المشتركة الي 60 و70 كيلو مترا. من جهة أخري تعهد القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم ببذل جهود مكثفة وتقديم حلول جذرية ترضي الطرفين المسيرية ودينكا نجوك لقضية أبيي فيما أقرت لجنة إشراف أبيي المشتركة جانب السودان (اجوك) برفضها القاطع لمقترح امبيكي المتعلق بمنع رعاة المسيرية من حق التصويت في استفتاء المنطقة. وأأوضح الخير الفهيم المكي رئيس اللجنة في تصريح صحفي عقب لقائه القائم بالأعمال الأمريكي جوزيف أستافور، بأنهم ملتزمون بتنفيذ اتفاقية الترتيبات الإدارية والأمنية التي تتعلق بتكوين الإدارية والمجلس التشريعي مشيراً أن سكوت جرايشن المبعوث الأمريكي السابق شدد على ضرورة مشاركة رعاة المسيرية في الاستفتاء بشرط اقامتهم 185 يوماً في المنطقة، مشيراً إلى أنهم يقيمون 8 أشهر بالمنطقة و 4 أشهر خارجها حفاظاً على الرعاية الصحية والبيطرية والاهتمام بمواشيهم. وأشار الفهيم إلى أن استفتاء المنطقة سيتم وفقاً لبرتوكول المنطقة ودستور السودان مقللاً من الأصوات النشاز لبعض المجموعات من الدينكا التي تريد إثارة القضية عبر الرأي العالمي والأممي، مؤكداً أن قبائل المسيرية قامت باستضافة الدينكا داخل اراضيها ، وأكد أن بعثة حفظ السلام التابعة لدولة اثيوبيا يونسفا قامت ببذل جهود مقدرة في الحفاظ على الاستقرار والسلام. في الاثناء لقى 8 أشخاص مصرعهم وأصيب 12 آخرين فى كمين نصبته الحركة الشعبية قطاع الشمال فى منطقة (حجر جواد) الواقعة بين مدينتى الدلنج وكادوقلى بولاية جنوب كردفان. وأوضح موسى يونس المسئول المحلى بالولاية " إن الحركة الشعبية قطاع الشمال استهدفت الطريق الرابط بين الدلنج وكادوقلى "، مشيرا إلى أن الهدف من الهجوم هو قطع الطريق بين المدينتين. وأضاف إن " الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى الدلنج وتم تشييع الجثامين وسط حالة سخط عارمة على الحركة الشعبية ". وأكد أن الجيش السودانى تمكن من دحر وافشال المخطط ، وتم فتح الطريق خلال ساعتين. ويخوض الجيش السوداني منذ يونيو عام 2011 معارك ضد الجيش الشعبى لتحرير السودان، قطاع الشمال. وتتهم الخرطومجنوب السودان بمساعدة متمردى الجيش الشعبى لتحرير السودان، قطاع الشمال الذي يخوض معارك ضد الجيش السوداني في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ويرفض السودان التفاوض مع قطاع الشمال، الا بعد فك ارتباطه مع جيش الجنوب، في وقت تنفي فيه حكومة الجنوب أي علاقة لها بالحركة المتمردة. ووقع السودان وجنوب السودان فى 27 سبتمبر الماضي اتفاقا للتعاون المشترك بأديس أبابا يتضمن بندا يحظر على أي دولة مساعدة المجموعات المسلحة في الدولة الأخرى.