انتهت ايام عيد الأضحي المباركة، وبقيت فى الأذهان مشاهد التحرش الجنسي التى باتت من "طقوس" كل عيد فى مصر بجميع محافظاتها، فى ظل تخاذل معتاد من جانب الداخلية، التى كانت مهمتها الوحيدة الأساسية قبل الثورة هي حفظ "أمن النظام" فلما سقط النظام، أصبحت وكأنها بلا عمل. بالطبع لم تكن محافظة السويس استثناءً من المأساه، حيث تحولت الظاهرة المقيتة إلى مصدر رعب للأهالي، ممن صاروا بين نارين ....... هل يمنعوا بناتهن من الخروج تماما فى العيد، أم يسمحوا لهم بالخروج وكل دقيقة تمر يعيشون فى قلق: هل ستعود البنت سليمة أم....؟؟؟! وفيما تعتبر مناطق الكورنيش الجديد والقديم والنمسا وشارع برادايس وبورتوفيق والمولات التجارية من ابرز الاماكن التى تشهد تحرش على مدار الساعه بنوعيه اللفظى والجسدى، فقد تزايدت شكاوي المواطنين من زيادة وانتشار ظاهرة التحرش بالفتيات والتي وصلت إلي حد تخوف بعض الأسر من نزول بناتهن إلي الشارع ولجوئهم إلي السماح للفتيات بالنزول إلي الشارع بصحبة الرجال من الأقارب والأخوة إلا أن الظاهرة لم تتوقف برغم قيام شرطة السويس بالقاء القبض على العشرات من المتحرشين خلال ايام العيد ويستغل المتحرشين الإزدحام الشديد خلال ايام العيد ويتحرشون بالفتيات والنساء بالقرب من مديرية الامن يقع شارع بارادايس الذى يبعد خطوات عن مبنى المدرية والذى غاب عنه الأمن على كالعادة فى فأصبح ملجأ الأطفال ما بين 14 و18 عاما فيتجمعون فى مجموعات ويقومون بمحاصرة الفتيات والتحرش بهن. أما الكورنيش الجديد فالأغلبية يكون من الشباب والبائعين المنتشرين الذين يعترضون طريق الفتيات مستغلين أن المساحة المسموح بها لمرور المشاة صغيرة ولا تستطيع الفتاة الهروب نظراً لكثرة السيارات والباعه الجائلين وهو ما دفع بعض الشباب الى ترديد مقولة باتت شهيرة فى هذه المنطقة" دا عيد اللحمة واهو كلة لحمة " وانتقالا من الكورنيش الى بورتوفيق حيث تجد اعداد كبيرة من الشباب يسيرون فى مجموعات انتظارا للفريسة ويتحرشن بالسيدات والفتيات المارين والجالسين على المجرى الملاحى لقناه السويس وكذلك منطقة حوض الدرس والحدائق التى تصل بورتوفيق بالكورنيش وهى مساحات شاسعه ينتشر بها الشباب والاطفال من المتحرشين الذين يجدون فى الفتيات المترددات على تلك الحدائق فرائس لهم. وتتسع خريطة التحرش بالسويس لتضم ميدان الاربعين والشوارع المحيطة بة على رسهم شارع شميس وشارع احمد عرابى وشارع الجيش بمولاته التجارية وتكتمل الخريطة بمناطق صغيرة ولكن نسبة التحرش بها يزداد يومياً هى الكورنيش القديم بالطرق الداخلية حتى ميدان النمسا فيكثر بها المتحرشون بشكل كبير وأخيراً مواقف السيارات مثل موقف الجناين الذى يقع بداخل سوق خضروات والموقف الوقع امام مسجد ابو العزايم وموقف السويس ومنطقة انتظار السيارات المتوجهة الى الاربعين امام الغريب وتعد هذه المناطق بؤرة للمتحرشين بأعمار مختلفة ويتحرشون بالسيدات والفتيات المتواجدين عند الصعود واللحاق بالسيارات مستغلين الازدحام الشديد هناك. كلمات الضحايا وفى هذا تقول سلوى عزب - 45 سنة وأم لثلاثة بنات - إن أهم النصائح التى توجهها لبناتها يومياً هى التنبيه "لو حد عاكسك مترديش عليه وأمشى" وهذا لو مجرد معاكسة أما إذا تطاول ووصل الأمر لتحرش قالت أنصحهم بالصراخ وقولى حرامى بصوت عالى واستنجدي بالمارة وبذلك يمكنك التخلص منه وسيأتون للأمساك بالحرامى "المتحرش" وسيلاقى عقابه منهم وأضافت منال عبد الفتاح 35 عاما - أم لفتاة فى مرحلة الثانوية العامة - أنها تحرص أن تكون جميع دروس أبنتها داخل منزلهم برغم بعده عن قلب المدينة وتوصلها يومياً للمدرسة ولا تتركها تذهب لأى مكان إلا وبرفقتها وإذا لزم الأمر ستقوم بتقديم اوراقها الى نفس الجامعه التى ستدخلها ابنتها مرددة " أنا مش مستعدة بنتى يحصلها حاجة من تقصيرى " وقالت سامية محمد - 27 سنة - أن ملابس الفتيات ليست شرطا لتعرضها للتحرش مؤكده أن هناك فتيات محجبات ومنتقبات يتعرضون للتحرش وأكدت أنها تتعرض للتحرش فى ايام الاعياد والاحتفالات بالسويس بشكل مكثف ما يدعوها الى عدم الخروج فى الاعياد الا بصحبة زملائها ومع هذا لا يسلمون من التحرش ما يجعلهم يفكرون فى عدم الخروج بالاعياد من جانبه قال اللواء عادل رفعت مدير الامن بمحافظة السويس في تصريحات ل"مصر الجديدة" ان قوات الامن ألقت القبض على عشرات الشباب خلال ايام العيد وخاصة اول يوم وتم تحرير محاضر لهم مضيفا ان مباحث شرطة الاداب منتشرة فى شوارع السويس وقال رفعت أن النصائح التى يوجهها للفتيات فى العيد أن من الأفضل التواجد داخل الحدائق العامة والنوادى والبعد عن التجول فى الشوارع المظلمة وأكد أن على كل فتاة تتعرض للتحرش تقوم بالاستنجاد بالامن وتحرير محضر ليلاقى المتحرش جزاءه.