حذر حزب التحرير في بيان له ثوار سوريا من مؤامرات الغرب على ثورتهم، التي يرى أنها للحيلولة دون إقامة الخلافة وتحكيم الإسلام في سوريا، وأكد الحزب أنّ وحشية النظام السوري ظاهرة للعيان ولكن الغرب يسعى من خلال أدواته للسيطرة على الثوار، فقال:"إنّ وحشيةَ النظام ظاهرةٌ للعِيان، تراها الدولُ الكبرى والصغرى، وليست بحاجة إلى استطلاعٍ للآراء، ولكنَّ الفاعلين على المسرح يتركونها تتصاعد عسكرياً، وتتهادى سياسياً، وكل ذلك خشيةَ أن يملأ الفراغَ بعد سقوط الطاغية حكمُ الإسلام، فتُقامَ الخلافةُ في أرض الشام، وهم قد خَبَروا عزة المسلمين وذلة الكفار المستعمرين عندما كان للمسلمين خليفةٌ يُتقى به ويقاتل من ورائه"، وهو ما دفع الغرب بحسب وجهة نظر الحزب إلى الاجتماع على أهل سوريا من أجل صناعة بديل يحفظ لأمريكا وأوروبا مصالحها في المنطقة. وأكد الحزب على أنّ أمريكا وروسيا والصين وأوروبا تدعم نظام بشار الأسد إما سرا وأما علنا، وتمهله المهلة وراء الأخرى، وتمده بالسلاح بعد السلاح، وتعرقل أيَّ قرار ضده، وذلك من أجل ضمان مصالحهم في المنطقة، وكذلك رأى الحزب أنّ تركيا والأردن وقطر والسعودية شركاء في التأمر على ثورة سوريا، وكذلك ألمح الحزب إلى دور حزب الله في دعم بشار، وقال: "إنهم اجتمعوا على أهل الشام فقط لمحاربة التكبيرات الهادرة، والهتافات الصارخة التي تعلن عدمَ الركوعِ إلا لله، وأن الشعب يريد الخلافة والحكم بما أنزل الله... هذه الهتافات كانت تصب في آذان تلك الدول، فجمعتهم الخشيةُ من الخلافة، ومن ثم ألقوا وراء ظهورهم ما كانوا يتشدقون به من ألفاظ الجرائم في حق الإنسانية، الإبادة الجماعية، المجازر الوحشية، حقوق الإنسان". وعن مبادرة الإبراهيمي ووساطته قال الحزب أنّها تأتي ضمن حديث المناوراتِ السياسية، والصفقاتِ الهزلية التي يشارك فيها المجلس الوطني لإيجاد حكومة انتقالية يتقاسمها مع النظام، ويُمحى من خلالها جريمة الطاغية، ويؤمَّن له التجوال دون مساءلة أو سؤال! بحسب تعبير الحزب. ووجه الحزب رسالة إلى من أسماهم ب "الثائرين الصادقين، المكبِّرين، المنادين بالخلافة، الصادعين بأنهم لا يركعون إلا لله" والذين رأى أنهم هم الأكثرية في سوريا، حذرهم فيها من اليأس والقبول بالجلوس مع النظام وأزلامه. مشددا على ضرورة عدم عقد أي صفقة مع نظام بشار، حتى وإن زخرفت لتحسين، فقال: "نحذركم من أية تسوية مع النظام مهما كان اسمها: انتقالية كانت أم دائمية، برعاية الجامعة العربية أم المنظمة الدولية، مع رأس النظام أم أطرافه وأذنابه، فهم سلسلة من السوء ...، آخذٌ بعضها برقاب بعض، لا يختلف أولها عن آخرها... فلا تمكنوهم منكم بحال إلا أن تَقْبروا هذا النظام وأركانه، وتقيموا الخلافة الراشدة مكانه". وبشر الحزب ثوار سوريا بأنّ هجمات النظام المتصاعدة هي رقصةُ المذبوح، وأنّ النظام قد هوى أو كاد، وهو ما رأى فيه الحزب دافعا لمزيد من الصبر والصمود حتى تحقيق النصر.