فيما يزيد عن نصف مليون مصرى تركوا المحروسة متوجهين للملكة الاردنية الهاشمية بحثا عن لقمة العيش بعيدا الصراعات الاقتصادية التى عاشتها مصر طوال فترة حكم مبارك . هذه الاعداد لم تجد فى الاردن سوى المتنفس الوحيد الذى اتيح لهم من اجل العمل حيث اتوا الى الاردن عن طريق عصابات منظمة من المتاجرين بعقود العمل او عن طريق ذويهم ممكن يقيمون مسبقا فى المملكة . لقد دفع هؤلاء الى السفر شقاء انتظار فرصة عمل فى مصر دون جدوى ليتحملوا كل ما يمكن ان يتحمله بشر من اجل ان يدخلوا البهجة على ذويهم فى مصر فمنهم من يعول اسرة ومنهم المتزوج ومنهم من يحاول الزواج ومنهم من اتت به الصدفة الى هنا لعدم القدرة على العمل فى مصر . لا بد لنا ان نركز بشدة على الطبقة المصرية التى تعمل فى الاردن فهى طبقة الغالب عليها قلة الحظ من التعليم وهم من الحرفيين والمزارعين وهم تقريبا من محافظات الصعيد وممن لم يمتلك ارضا زراعية فى اراضى الدلتا . بعد تقصى اراء المصريين هنا عن مدى رضاهم عن وضعهم بالغربة ثبت ان هناك حالة من الاتفاق العام على عدم الرضا سببها عدم ثقتهم فى سفارة بلدهم هنا فاغلبية ساحقة ممن تعاملت مع السفارة اوضحوا مدى المعاملة السيئة التى يتعرضون لها من موظفى السفارة هنا حتى اتت ثورة 25 يناير التى غيرت الخريطة السياسية المصرية فى الداخل لكنها لم تصبها فى الخارج فالمعاملة لم تتغير وتليفونات السفارة لا تجيب على من يطلبها والابواب محاطة بالامن من الجانب الاردنى ولا استقبال الا من وراء جدار او من باب خلفى . ونتكلم الان عن عودة المصريين لوطنهم سواء عودة نهائية ينتظرها مستقبل مجهول او اجازة ما لمدة شهر او اكثر قليلا فكثير من المصريين يسلكون الطريق البرى من الاردن حيث يعبرون البحر الاحمر بين مدينتى العقبة الاردنية ونويبع المصرية عبر عبارة او لانش شركة الجسر العربى للملاحة وقلة نوعية تعود عبر مطارات مصر المختلفة . الشغل الشاغل لنا فى هذا المقام هم من يعودون بالعبارة كما هو شائع بين المصريين وبعد استقصاء للراى بين ممن سلكوا تلك الطريقة ذكروا لنا ان رحلة العودة تبدا فور دخول ميناء نويبع البحرى حيث يبدأ العناء والمشقة بدءا من معاملة الضابط المصرى على متن العبارة وصولا الى الخروج من الميناء وسلوك الطريق كل الى محافظته معاملات سيئة ووجوه كشرة وتقليب للمسافر على كافة المستويات ومن كل من يحتك بهم فى الميناء حتى اتت ثورة 25 يناير وايضا لم يتغير شىء . هل يستحق المصرى المسافر المهاجر المغترب ان يستقبل هكذا ممن يحمون بلده حدوديا . الرجاء من السيد رئيس الجمهورية السيد محمد مرسى فليكن مثلا ومن ثم وزير خارجيته ان ينظر لابناء هذا البلد الذى عبروا القناة وبنى الهرم وان يتحقق ممكن يمثلون مصر فى الخارج من مستشارين وقنصليين ودبلوماسيين فانهم من انتاج نظام قامت عليه الثورة . فهيا نغير مصر من الداخل والخارج بنفس الدرجة فابناء مصر فى الخارج يعانون ولا يلهطون المال