تعجبت كثيراً من اعلان الفريق أحمد شفيق لترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ، فبالرغم من اعجاب العديد من الشعب قبل الثورة به ، لما فعله من تطوير فى مطار القاهرة وشركة مصر للطيران ، الأمر الذى وصل بصحيفة نيويورك تايمز فى أحد أعدادها بأن يكون هو الترشيح الأول قبل عمر سليمان لتولى منصب نائب رئيس الجمهورية لشعبيته فى الشارع المصرى . الا أن الأمور تغيرت كثيراً بعد ثورة 25 يناير وتوليه لرئاسة مجلس الوزراء ، فالرجل الذى كان يمارس عمله فى الظل _ وزارة الطيران المدنى _ أصبح هو نفسه الرجل رقم واحد فى مجلس الوزراء ، فاذا بنا نرى ما لا يمكن أن يحدث من صاحب هذا المنصب لاجهاض ثورة شعب ، فقد خرج وقتها فى تصريح ليؤكد على عدم المساس بأحد من المتظاهرين فى ميدان التحرير وفى اليوم التالى نفاجأ بموقعة الجمل ، والتى قال عنها مؤخراً بأن هؤلاء الخياله والجمالين خرجوا ليرقصوا بخيالهم وجمالهم ليرقصوا نصرةً لمبارك _ أى جنون هذا _ ، ثم محاولاته المتكررة لاستقطاب عامة الشعب بعيداً عن الثورة وأفرادها وتمثلت فى فتح باب القبول لطلبات التعيين فى الاف الوظائف و الالاف من قطع الأرض الزراعية المخصصة للشباب ، ثم تجد هذه الأوراق ملقاه فى مخازن مكاتب البريد ،نضيف لهذا السماح لبعض المسئولين من العهد السابق بالسفر مثل يوسف بطرس غالى ورشيد محمد رشيد وكذلك السماح بتهريب المليارات من الأموال المنهوبة لكبار الشخصيات كالرئيس المخلوع وأولاده وزوجته والتى كشفت عنها سويسرا فى الحكم القضائى الصادر مؤخراً ضد حسنى مبارك . وفى الفترة الأخيرة وبعد اعلان الفريق شفيق لترشحه نجد تصريحات فى منتهى الغرابة من شخص يدعى بقدرته على قيادة دولة فى حجم مصر كأن يقول بأنه قادر على استعادة الأمن فى 24 ساعة ، وفى الحقيقة فاننى أرى أنه قادر على فعل ذلك ، لأنه سيعيد مرة أخرى انتاج نفس النظام السابق بنفس الشخصيات الفاسدة بوزارة الداخلية وتستعيد معها وزارة الداخلية المتكاسله عن أداء واجبها حتى يشعر هذا الشعب بقيمة أسياده من ضباط الشرطة _ كما سمعتها من بعض الضباط _ . ثم تصريحان اخران للمرشح بأن الثورة نجحت للأسف وأن مبارك هو مثله الأعلى ، بالله عليكم أما شبعنا أكلاً وشرباً و..و..و.. من مبارك وزبانيته ، وبالطبع لا أحد منا ينسى تصريحه الشهير بأنه " حارب وقتل واتقتل " . وسؤالى هنا هل قمنا بثورة على نظام فاسد لنأتى بأحد رجال نفس هذا النظام مرة أخرى ليقود بنا المرحلة الانتقالية لبناء دولة جديدة ؟ ، هل انتهى رجال مصر ولم يتبقى سوى رجالات مبارك ليتولوا أهم منصب سياسى فى البلاد ؟ ، وهل لا يوجد سوى رجل تربى على يدى الفاسدين والقتلة ليقودنا الى الحرية والديموقراطية ، وهل لدى هذا الرجل برنامج انتخابى ؟ ، فى الحقيقة لم أرى هذا !!! ، لم أرى سوى الاجابة بنفس الكلمات بطريقة مختلفة على كل الأسئلة وبخصوص كل المشكلات التى نواجهها " ان شاء الله خير وسنقوم بحل هذه المشكلة " . أرجو و أترجى و أدعو من الله أن نحسن اختيار الرئيس القادم ، لأننى لست مع المجموعة التى تريد أن تسهل الأمور وتقول بأنها فى النهاية أربع سنوات وبعدها فلننتخب رئيساً اخر . انها أخطر أربع سنوات اما أن تقودنا الى الأمام واما أن تعيدنا الى الخلف لمئات السنين ، بالله عليكم اتعبوا قليلاً ودققوا فى اختيار مرشحكم لانها مسألة ضمير ، فاريحوا ضمائركم ........ وأحسنوا الاختيار موضوعات بقلم الكاتب ... مكر العسكر حكاية اللى نط .. ركب على الثورة الدولة الاسلامية .... مدنية خاضعين .. خانعين.. خداماً لأمريكا