ولد" محمد" عليه الصلاة والسلام في شهر ربيع الأول من عام الفيل في سنة 570 ميلاديا وفي عام 52 ق.م ، كان يتيم الأب وتربى مع والدته التي وافتها المنية في سن مبكر وأنتقل عقب ذلك ليتربى مع عبد المطلب جد الرسول ويلية ابي طالب عم الرسول عند وفاة جده وعمل في هذا الوقت بالرعي ثم تركه وعمل بالتجارة . تزوج النبي "ص" “من خديجة"بنت خويلد فى عمر يناهز ال25 عاما وأنجب منها جميع أبنائه عدا إبراهيم ،وكانت تعمل بالتجارة وتتصف بالشرف والأمانة ،وبلغت ثقتها في محمد "ص" حتى إنها إستأمنته على مالها ليخرج به إلى الشام وميزته وأعطته أفضل ما كانت تعطى التجار ،وهي التي عرضت على محمد "ص" الزواج عقب ذلك بواسطة نفيسة بنت منية صديقة خديجة لما سمعته عن النبي من شرف وأمانة وصدقوكانت "خديجة" تكبرة في السن فالنبي "ص" كان يبلغ من العمر 25 عاما بينما خديجة كان لديها 40 عام . وكان النبي دائم الرفض لعبادة الأصنام حتى قبل نزول الوحي عليه وقبل أن يكلفه الله تعالى بالرسالة والنبوة حتى بلغ من العمر 40 عاما فكلفه الله بهما وأمره عز وجل أن تتم دعوته سرا خلال 3 الأعوام الأولى وأعلن بعدهم عن إسلامه والدين الجديد الذي يدعو إليه , مطالبا قومه وكل من قصد مكة تاجرا أو حاجا ،بترك عبادة الأوثان والأصنام وإعتناق الدين الإسلامي ،وإستمر لمدة عشر سنوات بمكةالمكرمة سالكا طريق الدعوة . ثم هاجر النبي "ص" إلى المدينةالمنورة عقب إشتداد إيذاء قريش وتدبير المكائد له والإلتفاف عليه قاصدين قتله في عام 622م وأخذ ينشر دعوته ويدعو الناس إلى دخول الإسلام وإعتناقه حتى يرضى الله ورسوله عنهم ووضع نواة الحضارة الإسلامية بالمدينةالمنوره حيث نجح محمد "ص" في توحيد العرب هناك ونشر الحب بينهم ونشر فيها ديانة توحد الجميع عليها وجعلها دولة موحدة قوية مستنكرا العنصرية والعصبية القبلية التي كانت توجد انذاك . وإتسم النبي "ص" بشخصية تحاكى بها الجميع في الماضي والحاضر حتى خصومة إنبهروا بها وأعتبر جميع المسلمين أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام منهجا موثوق منه للشريعة الإسلامية حيث إهتم بسيرته العديد من علماء الاسلام ووضعوا الكثير من المؤلفات في سيرته موثقين كل ما يتعلق به . وقد أطلق على سيدنا محمد "ص" العديد من الألقاب منها الأمين نظرا لثقة الناس فية وتركهم اماناتهم لديه على الرغم من انه كان لا يسجد لاي صنم ولا يشارك شباب قريش في رقصهم ولهوهم الا ان قومه كفار قريش كانوا لا يثقون الا به ، فضلا عن مشاركته في حلف الدول معاهدة ابرمتها قريش بدار بن جدعان بمكة وكانت تنص على حماية الضعفاء والمظلومين بالاضافة الى مشاركته في الحروب مع قومه ومساعدتهم فيها حيث شارك منذ شبابه في حرب الفجار حرب بين قبيلة قريش واتباعها وقبيلة هوازن . ذكر ان إنهارت جدران الكعبة الشريفة نتيجة لسيل مما ادى الى اتخاذ اهل مكة قرارا بترميمها وتجديد بنائها فاختلفوا فيما بينهم حول من يضع الحجر الاسود واتفقوا ان من يضعه هو اول شخص يدخل عليهم ،فكان محمد اول من دخل عليهم وكان يبلغ 35 عاما فقال الكفار : هذا الامين قد رضينا بما يقضي بيننا ،فطلب عليه الصلاة والسلام ان يحضروا له ثوبا ،وربط الحجر على جسدة واخذه عقب طلوعه ووضعه في مكانه . بشر "ص" بالنبوة حيث كان دائم القول : " انا دعوة ابراهيم ،وهو اخر من بشر بعيسى عليه السلام ،وقد ذكر في كتب السيرة ان "ص" قد تحدث في امره اليهود والنصارى بالاضافة الى كهان العرب فكان ياتي اليهم الجن والشياطين عقب تصنتهم على السماء قبل ان يرميهم الله بالشهب والنيازك ،ببعث محمد "ص" رسولا ونبيا ،وقال "بن عباس" ان عندما نشب القتال بين يهود خيبر وغطفان ،وهزمت يهود خيبر فدعى اليهود قائلين : اللهم انا نسالك بحق محمد النبي الامي الذي وعدتنا ان تخرجه لنا في اخر الزمان الانصرتنا عليهم . وكلما نشبت حروب بين اليهود وغطفان دعى اليهود هذا الدعاء فنصرهم الله تبارك وتعالى ،وكفروا بة وبرسالته عندما كلف من الله بالدعوة فنزل قول الله فيهم : "وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا" وورد في قصة اسلام الفارسي ان احد الرهبان تحدث اليه قائلا : قد اظل زمان نبي مبعوث بدين ابراهيم يخرج بارض العرب مهاجره الى الارض بين حرتين بينهما نخل ،وبه علامات لا تخفى ياكل الهدية ولا يقرب الصدقة ،وبين كتفيه خاتم النبوة فان استطعت ان تلحق بتلك البلاد فافعل . وعن عامر بن ربيعة : " سمعت زيد بن عمروبن نفيل يقول انا انتظر نبيا من ولد اسماعيل ثم من بني عبد المطلب ولا اراني ادركه وانا اؤمن به واصدقه واشهد انه نبي من ولد اسماعيل ثم من بني عبد المطلب ولا اراني ادركه ،وانا اؤمن به واصدقه واشهد انه نبي ،فان طالت بك مدة فاقرئه مني السلام وساخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير فقلت له هلم اي قول هو رجل ليس بالطويل ولا القصير ولا بقليل الشعر ولا بكثيره ولا تفارق عينيه حمرة وخاتم النبوه بين كتفيه ،واسمه احمد ،وهذا البلد مولده ومبعث ثم يخرجه قومه منها ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر الى يثرب فيظهر امره فاياك ان تخدع عنه اي لا تعرفه فاني طفت البلاد كلها اطلب دين ابراهيم فكلما اسال اليهود والنصارى والمجوس يقولون : هذا الدين وراك اي ياتي في زمن بعدك ويصفوه كما وصفته لك ،لم يبق نبي غيره " . اعتاد النبي عقب بلوغه سن الاربعين ان يذهب لغار حراء بجبل النور يبعد عن مكة بميلين ويجلس به وياخذ طعامه وشرابه حتى يعتكف به لمدة شهرا كاملا ويتامل في الكون وخلق الله تبارك وتعالى ونزل الوحي لاول مرة عليه وهو في الغار فجاءه الملك قائلا له اقرا ،قال النبي "ص" ما نا بقارئ فاخذه الملك بين عضديه فكرر عليه اقرا ،فقال "ص" ما انا بقارئ ثم اخذه فغطه مرة ثالثة وارسله فقال الله تبارك وتعالى : "إقرا بإسم ربك الذي خلق . خلق الانسان من علق . أقرا وربك الاكرم . الذي علم بالقلم . علم الانسان ما لم يعلم " . فعاد "ص" الى خديجة مرتجفا اي مرتعشا قائلا زملوني زملوني اي اتركوني فتركوه حتى ذهب عنه الخوف ،فاخبر زوجته بما حدث قائلا : لقد خشيت على نفسي فردت عليه قائلة : كلا والله ما يخزيك الله ابدا .