قال الله تعالى : " كل من عليها فان . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام" ،ايعلم الجميع ان الدنيا مهما طالت فهي قصيرة ومهما عظمت فهي حقيرة ومهما دامت فهي منتهية ولا دائم في هذا العالم الا وجه الله ؟،لان الليل يعقبة النهار ،والحياة وطول العمر ،يعقبهما دخول القبر . فحقيقة الدنيا انها فانية لاتدوم الا لوجه الله تعالى ،ولا يبقى من اثارها سوى عمل الانسان فقط ،فتلك الحقيقة عاشها الانبياء ،والمرسلون ،والعصاة ،والطائعون . سال سليمان بن عبد الملك ابا حازم العالم الزاهد قائلا : يا ابا حازم لماذا نحب الدنيا ونكرة الموت ؟ . فاجاب ابا حازم قائلا : "لانكم عمرتم دنياكم وخربتم اخراكم فانتم تكرهون النقلة من العمار الى الخراب " . فيعقب حياة الانسان ،وعيشة في الدنيا بعثته الى الدار الاخرة تبدا من سكرات الموت ،فالاحتضار ،فالموت له سكرات وله كربات ولقد قال رسول الله "االميت تحضرة الملائكة " ،فان كان الرجل صالحا قالت الملائكة " اخرجي ايتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وابشري بروح وريحان ،ورب راض غير غضبان " فقال الله تعالى "ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتتزل عليهم الملائكة الاتخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون (30) نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون (31) نزلا من غفور رحيم . فتتنزل الملائكة على اهل الايمان والتوحيد والاستقامة واصحاب الاعمال الصالحة ،والمقربين الى الله بالتثبيت وهم جالسين على فراش الموت اثناء تعرض الانسان للحظات الاحتضار من السكرات ،والكربات فتاتية ملائكة المولى عز وجل بالتثبيت . قال الله تعالى " ثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة وفي الاخرة ويضل الله الظالمين " . فكثيرا ما يري اهل المتوفي وهو على فراش الموت بينهم وينظر وكانه يخاطب شخص موجود يراة من يحتضر ولا يراة من حوله . فالاعمال في الدنيا والاخرة هي الدائمة ،والدنيا زائلة فارغة ،فاليدخر كل انسان لمستقبلة الحقيقي الا وهي الاخرة يوم لا يبقى سوى العمل الصالح ولاينفع مال ولابنون ولا زوج ولا صاحب ففي الاخرة يوم تقام الساعة لا يسال المرء سوى عن عملة .