برزت الاحد تباينات كبيرة بين اسرائيل والفلسطينيين حيال اقتراح اللجنة الرباعية باستئناف مفاوضات السلام، ما يقلل من فرص ترجمة هذه المبادرة الى واقع ملموس. ورحبت اسرائيل الاحد بدعوة اللجنة الرباعية الدولية لاستئناف محادثات السلام وحضت الفلسطينيين على بدء المفاوضات "من دون إرجاء". ولا يبدو الرد الرسمي للحكومة الاسرائيلية مفاجئا بعدما صدرت مواقف ايجابية من العديد من الوزراء الاسرائيليين، وخصوصا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. واورد بيان لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "رغم ان لدى اسرائيل بعض المخاوف التي ستثيرها في الوقت المناسب، تدعو اسرائيل السلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات مباشرة من دون إرجاء". لكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سارع الى رفض هذا الموقف، معتبرا ان البيان "ممارسة للخداع على المجتمع الدولي". وقال عريقات لوكالة فرانس برس "اذا كان (نتانياهو) يقبل ببيان الرباعية عليه ان يعلن وقف الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي والقبول بمرجعية حدود العام 1967، لان هذا ما طالب به بيان اللجنة الرباعية بوضوح". واكد وزير الخارجية المصري محمد عمرو الاحد تأييد بلاده للشروط الفلسطينية من اجل استئناف المفاوضات مع اسرائيل وخصوصا وقف الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وفي بيان اصدرته بعد تقديم طلب عضوية فلسطين في الاممالمتحدة في 23 ايلول/سبتمبر، دعت الرباعية الى استئناف المفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق نهائي مع نهاية 2012. لكن كلا من الجانبين لديه تفسير مختلف لمضمون البيان، ففي حين يؤكد الاسرائيليون انه لا ينص "على اي شرط مسبق" يرى الفلسطينيون انه يتضمن دعوة "واضحة" الى وقف الاستيطان. والواقع ان بيان الرباعية ينطوي على التباس كبير. فاذا كان يشجع الطرفين على "استئناف (المفاوضات المباشرة) من دون تاخير ولا شروط مسبقة" فانه يدعوهما ايضا الى "الامتناع عن اي اعمال استفزازية ويكرر التزاماتهما النابعة من خارطة الطريق". وتطالب خارطة الطريق التي رات النور العام 2003 ب"وقف اعمال العنف والارهاب" و"وقف الاستيطان" الاسرائيلي. كذلك، يشير بيان الرباعية الى خطاب باراك اوباما في 20 ايار/مايو الفائت والذي ايد فيه الرئيس الاميركي للمرة الاولى قيام دولة فلسطينية ضمن حدود 1967. ويشترط الفلسطينيون لمعاودة المفاوضات وقفا للاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين، الامر الذي ترفضه اسرائيل، ويطالبون بان يستند اي تفاوض الى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية التي يريدونها عاصمة لدولتهم المقبلة. وقال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث السبت "على الرباعية ان توضح، بعدما اعلن نتانياهو العزم على بناء 1100 وحدة سكنية (في حي جيلو في القدسالشرقية)، ما تقصده باشارتها الى المرجعيات، وبعدها نريد من نتانياهو ان يقول انه يوافق عليها". واجمع المجتمع الدولي وفي مقدمه الولاياتالمتحدة والمانيا على التنديد بمشروع بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في القدسالشرقية، وخصوصا انه جاء ليعكر محاولة الرباعية احياء عملية السلام. واسف وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه السبت لاستمرار الاستيطان الاسرائيلي في القدسالشرقية وقال "آسف للخطوة الاسرائيلية باعلان بناء 1100 مسكن اضافي (في القدسالشرقية)، الامر الذي منح ذريعة او سببا للفلسطينيين لرفض التفاوض". واضاف جوبيه "اريد ان اضيف تعليقا لا يلزم احدا غيري لاقول ان مبادرة اللجنة الرباعية لم تنجح".