ادلى ناخبون اختارهم حكام الامارات السبع في دولة الامارات العربية المتحدة السبت باصواتهم لاختيار عشرين من اربعين عضوا في المجلس الوطني الاتحادي الذي لا يتمتع بصلاحيات تشريعية، في ثاني عملية اقتراع من نوعها منذ قيام الدولة الخليجية الغنية بالنفط العام 1971. وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة الثامنة (4,00 ت غ) ويفترض ان تنتهي عملية التصويت عند الساعة 19,00 (15,00 ت غ). وفي مركز كبير اقيم في قصر المؤتمرات في دبي، يصل رجال يرتدون اثوابهم البيضاء اللون ونساء تلفهن العباءات لاختيار مرشحيهم. وفي دولة الامارات المتطورة تكنولوجيا، يختار الناخبون مرشحيهم عبر اجهزة الكترونية وضعت في غرف معزولة تقريبا، قبل ان يضعوا بطاقاتهم المطبوعة في صناديق اقتراع شفافة. ويقوم حكام الامارات السبع التي تشكل الدولة (ابو ظبي ودبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة والفجيرة) باختيار الناخبين. كما يعينون عشرين من اعضاء المجلس الذي انشئ العام 1972. ولم تبد الشرطية هدى سويدان بينما كانت تدلي بصوتها في دبي اي انزعاج حيال هذا الامر قائلة ان "القادة يعرفون من يختارون". من جهته، قال الطالب طارق محمد (21 عاما) ان "المجلس الوطني الاتحادي يلعب دورا ايجابيا في الوقت الحالي، فهو يناقش المشاكل ويستمع الى هموم الناس". واضاف انه عثر على اسمه واسماء اشقائه دون صعوبة في سجلات الناخبين الالكترونية. وبات عدد اعضاء الهيئات الناخبة في الامارات السبع مجتمعة 129 الفا و274، بزيادة عشرين ضعفا بعد ان كان 6600 في الانتخابات الاولى التي اجريت العام 2006. وتفتقد هذه الانتخابات الى رهانات واقعية نظرا لان المجلس لا يعدو كونه هيئة استشارية لا تتمتع بصلاحيات تشريعية كما ان الاحزاب السياسية لا وجود لها. ويتنافس 450 مرشحا بينهم 85 امراة على المقاعد العشرين،، وبشكل منفرد. ويناقش المجلس الوطني القوانين ليس اكثر ويقدم التوصيات للمجلس الاتحادي الاعلى الذي يضم حكام الامارات السبع. وتشغل ابو ظبي ودبي ثمانية مقاعد في المجلس لكل منهما مقابل ستة لراس الخيمة والشارقة واربعة لكل من الفجيرة وعجمان وام القيوين. ويبلغ عدد مواطني الامارات اقل من مليون نسمة بحسب تقديرات مختلفة من بين ستة الى ثمانية ملايين نسمة تسكن الامارات السبع، غالبيتهم في دبي وابو ظبي. بدوره، قال نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال جولة في مركز الاقتراع ان "قيادة دولة الامارات تفكر في توسيع صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي وتفعيل دوره في صنع القرار الوطني". واضاف "نحن مستمرون في التجربة دون تسرع وسنعمل كقيادة على توسيع صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي خطوة خطوة (...) نحن ماضون في ترسيخ الديموقراطية". وكانت القيادة الاماراتية وعدت بان يكون هناك تقدم تدريجي باتجاه مزيد من المشاركة السياسية. ورغم موجة الانتفاضات في العالم العربي للمطالبة بمزيد من المشاركة في القرار السياسي والاقتصادي، ما تزال الامارات بمنأى عن ذلك كونها تقدم كافة الخدمات للمواطنين "من المهد الى اللحد". وفي اذار/مارس الماضي، طالب 130 من الناشطين الحقوقيين الاماراتيين في عريضة رفعوها لرئيس الدولة بانتخاب كامل اعضاء المجلس الوطني الاتحادي بالاقتراع المباشر، فضلا عن تعزيز صلاحيات هذه الهيئة. ويحاكم خمسة من الناشطين حاليا بتهمة "اهانة" قادة البلاد.