يخاطر زعماء العالم بالاستقرار الاقتصادي لبلدانهم اذا لم يتطرقوا للامراض الفتاكة مثل السرطان والبول السكري جنبا الى جنب مع الصناعات التي تؤثر على الصحة العامة وذلك وفقا لاجتماع رفيع المستوى في الاممالمتحدة عن الامراض المزمنة. وجلسة الجمعية العامة للامم المتحدة عن الامراض غير المعدية التي تنعقد يومي الاثنين والثلاثاء هي ثاني جلسة من نوعها في تاريخ الاممالمتحدة تركز على الصحة العالمية بعد ان اجتمعت الدول لمواجهة وباء الايدز قبل عشر سنوات. ولكن يمكن القول بان مهمتهم أكثر صعوبة وتعقيدا لوضع خطة عمل عالمية لمكافحة الامراض الفتاكة مثل أمراض القلب والسرطان والبول السكري والامراض العقلية وأمراض الجهاز التنفسي التي يرتبط كثير منها بخيارات تتعلق بالنظام الغذائي والتبغ والكحول وممارسة الرياضة. فهم بحاجة الى تعاون الشركات التي تصنع المواد الغذائية والادوية ومنتجات التبغ وكذلك أرباب العمل الذين قد تكون لديهم أماكن عمل تشكل خطرا على البيئة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون للاجتماع يوم الاثنين "تعاوننا أكثر من مجرد ضرورة للصحة العامة. تشكل الامراض غير المعدية تهديدا للتنمية... تصيب الامراض غير المعدية الفقراء والضعفاء بشكل خاص وتدفع بهم الى براثن الفقر." وقد تم بالفعل خفض سقف التوقعات من هذا الاجتماع حيث من غير المرجح أن تقبل الدول الغنية والشركات العالمية ضربة مالية على المدى القريب للمساعدة في تمويل وتشجيع المبادرات بين الدول الاشد فقرا. وتبنت الجمعية العام للامم المتحدة يوم الاثنين اعلانا يعترف بالاعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها الامراض المزمنة دون تحديد أهداف للحد من تأثيرها. وتتضمن التوصيات التشجيع على تناول الوجبات الغذائية الصحية وتشجيع أن تكون أماكن العمل خالية من التدخين. ومع ذلك قال أعضاء في الاوساط الصحية ان هذا الجهد بداية مهمة. وقال الدكتور جون سفرين المدير التنفيذي للجمعية الامريكية للسرطان لرويترز قبل الاجتماع "سنواجه بموجة تسونامي حقيقية اذا لم نتدخل الآن." وقال سفرين ان هذا "التسونامي" بدأ يتورم في صفوف المرضى لكن الامر سيزداد سوءا مع مرور الوقت دون تدخل عالمي كبير. واضاف "اذا لم نفعل ذلك فسيكون له أثر سلبي كبير ليس فقط على الصحة العالمية ولكن على الاقتصادات." ووفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي تقتل الامراض المزمنة أكثر من 36 مليون شخص سنويا ويتوقع أن تكلف الاقتصاد العالمي حوالي 47 تريليون دولار في العشرين عاما المقبلة. وتشير منظمة الصحة العالمية الى أن عدد الوفيات قد يزيد الى 52 مليون شخص في ذلك الوقت. وقال سفرين ان شركات صناعة المواد الغذائية وشركات الادوية الكبرى ستتعاون على الارجح. ولكنه قال ان "صناعة التبغ هي الصناعة الوحيدة المنشقة. يحققون الارباح فوق أرواح الشعوب. لا اتوقع ان يفعلوا اي شيء ايجابي." من دبرا شرمان ولويس كراوسكوبف