جنيف (رويترز) - قالت منظمات اغاثة يوم الاثنين إن مستشفيات طرابلس اجتازت اسوأ مرحلة بعد ان فتح انتهاء القتال في العاصمة الليبية الباب امام فيض من المساعدات ومكن العاملين الطبيين من العودة إلى العمل. وفي عودة سريعة إلى الحياة الطبيعية ترحب المستشفيات باستقبال المرضى مرة اخرى حتى مستشفى ابو سليم الذي عثر فيه على 75 جثة بعد فرار العاملين من القتال في المنطقة. وقال روبن وودو وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في طرابلس "هذا المستشفى لم يفتح الا امس وبدأ يعمل. تم تطهير المكان وكل شيء يفترض انه في مكانه الآن." وفي الاسبوع الماضي قالت وكالات مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر وأطباء بلا حدود ومنظمة الصحة العالمية ان هناك حاجة الى دخول مساعدة خارجية الى المدينة على وجه السرعة لتجنب كارثة لكن التحرك في شوارع طرابلس ينطوي على مخاطرة كبيرة. وقالت اويفا بورياتشي نائب مدير برنامج الطواريء بمنظمة اطباء بلا حدود "تم تجنب اسوأ الاحتمالات." واضافت "الوضع يتحسن بطريقة مذهلة وبسرعة." وقال وودو ان الوضع الامني يتطور ويصبح طبيعيا لان معظم اجزاء المدينة لا تشهد الآن قتالا. وأضاف "لذلك فما نراه هو خروج مزيد من الناس الى الشوارع. المتاجر تفتح ابوابها وتعود الحياة ببطء الى نوع من الحياة الطبيعية." ورغم ان العنف في طرابلس لم يتوقف تماما فقد طمأن السلام النسبي منظمات الاغاثة الى امكان التوجه الان الى العاصمة وانقاذ الاجانب الذين تقطعت بهم السبل وتزويد المستشفيات بالامدادات وتخفيف العبء عن العاملين الطبيين الذين اصابهم الاجهاد. وأرسل برنامج الاغذية العالمي قافلة انسانية من الشاحنات من تونس تحمل امدادات طبية وأدوية ودم تبرعت بها حكومة تونس. وضمت القافلة 23 شاحنة تحمل 500 طن من الاغذية وخمس شاحنات صهريج تحمل مياه. وقال متحدث ان منظمة الصحة العالمية سترسل 45 طنا من الامدادات الطبية في اطار نفس الجهود وربما تضيف الامدادات من منظمة اطباء بلا حدود عشرة اطنان في الايام القليلة القادمة. والمطار مغلق لكن ميناء طرابلس البحري مفتوح ويسمح بوصول المساعدات وعمليات الاجلاء. وأقلت سفينتان تستأجرهما المنظمة الدولية للهجرة نحو 1100 شخص في عملية اجلاء شملت عمالا مهاجرين اجانب وليبيين نازحين بينما أقلت سفينة اخرى 55 شخصا الى مالطا. وجهود جلب مساعدات اجنبية مستمرة رغم الكشف في الاسبوع الماضي عن ان مقاتلي المعارضة عثروا على مخزونات ضخمة من الاغذية والوقود والادوية. وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في الاسبوع الماضي ان المخازن بها كميات من الغذاء تكفي لاطعام مدينة حجمها مثلي حجم طرابلس بسكانها البالغ تعدادهم مليوني نسمة وأدوية تكفي البلاد بالكامل لمدة عام. لكن الاممالمتحدة ووكالات الاغاثة قالت انها ليس لديها معلومات بأن المعارضين فتحوا المخابيء لتخفيف معاناة العاصمة. وقالت انها سمعت عنها عن طريق وسائل الاعلام. غير انه حتى اذا احتوت على كميات كبيرة من الامدادات فان الوضع الراهن يحتاج الى أصناف محددة مثل مواد جراحة ومثبتات خارجية لمعالجة كسور العظام الناتجة عن الاصابة بطلقات واكسجين وعقاقير للامراض المزمنة التي كان يتم استيراد 95 في المئة منها خلال حكم القذافي. وقالت بورياتشي ان الدعم النفسي مطلوب ايضا لان القتال سبب صدمة كبيرة حتى بين العاملين بالمستشفيات. وأضافت انه مع عودة نظام الرعاية الصحية الى طبيعته سيكون هناك عدد كبير من الحالات التي تحتاج الى علاج وليس لها علاقة بالقتال. وقالت "خلال هذه الايام الخمسة كل الهياكل الطبية تتعامل مع الحالات العاجلة. وتم تأجيل كل الحالات غير العاجلة."