تعقد الحكومة السويسرية اجتماعا طارئا الإثنين لبحث كيفية الإستجابة للاضطراب الذي يضرب أسواق المال في الوقت الراهن. وقد تدافع المستثمرون في العملات نحو شراء الفرنك السويسري وتخزينه باعتبار أنه آمن ومستقر في وقت الأزمات ولا يقل في ذلك عن الذهب. ولكن معنى ذلك هو ارتفاع قيمة الفرنك في مواجهة العملات الأخرى، وهو ما يعنى بدوره تضرر المصدرين الذين سيجدون أن صادراتهم أصبحت أكثر كلفة. وانخفض الدولار الأمريكي الاثنين إلى أدنى مستوى مسجل أمام الفرنك السويسري. كما انخفض مؤشر البورصة السويسرية إس أم آي بنسبة 2% في التعاملات الصباحية، ولوحظ انخفاض سهم شركة سواتش التي تعتمد على تصدير الساعات السويسرية بنسبة 4% دفعة واحدة. وبلغ سعر الفرنك السويسري 0.7485 سنتا أمام الدولار الأمريكي وبما يعني انخفاض العملة الأمريكية بنسبة 30% عن العام الماضي. كما ارتفع الفرنك ليصل إلى 1.0917 يورو، مما يعني ارتفاع العملة السويسرية بنسبة 0.3% أمام العملة الأوربية، وذلك حتى بالرغم مما قيل عن تدخل البنك المركزي الأوروبي في أسواق العملات لدعم اليورو. وتقول وكالة أنباء بلومبرج إن سعر الفرنك قد ارتفع هذا العام في مواجهة 16 عملة كبيرة على مستوى العالم. ويعد الفرنك السويسري مقياسا لتوتر الأعصاب في أسواق المال. وفي شهر يناير كانون الثاني الماضي وصف الإتحاد السويسري للصناعات الصغيرة والمتوسطة ارتفاع قيمة الفرنك بأنه كارثة ، ولم تكشف الحكومة السويسرية عن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها لكبح جماح الفرنك، وإن كان البنك المركزي السويسري قد سبق له التدخل في الأسواق لوقف ارتفاع الفرنك في مقابل اليورو، ولكن ذلك لم يحقق سوى نجاح محدود. كما عمدت الحكومة السويسرية الأسبوع الماضي إلى تخفيض أسعار الفائدة على الودائع بالفرنك لجعل الفرنك أقل جاذبية ، ولكن ذلك أيضا لم يسهم في تخفيض قيمته.