عرضت كوريا الجنوبية مساعدات بقيمة خمسة مليار ون (4,7 مليون دولار) للمتضررين من الفيضانات في كوريا الشمالية الاربعاء، في اول مساعدات منذ الهجوم الذي شنته بيونغ يانغ على جزيرة حدودية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وكانت كوريا الشمالية تحدثت عن سقوط عشرات الضحايا في الفيضانات، فضلا عن الاف المشردين وغرق مساحات واسعة من المزارع في اعقاب عاصفة وامطار شديدة الغزارة شهدتها المنطقة هذا الصيف. وتواجه كوريا الشمالية صعوبة في الاحوال العادية في اطعام سكانها. ويتزامن عرض الجنوب تقديم مساعدات مع بوادر هدوء التوتر بين البلدين. فقد اجرى المفاوضون النوويون من الجانبين محادثات نادرة الشهر الماضي على هامش قمة اقليمية لبحث الامن عقدت في بالي. وقالت وزارة شؤون الوحدة في سيول ان عرض تقديم الامدادات الطبية والمساعدات الضرورية اليومية تم التقدم به عبر الصليب الاحمر الكوري الجنوبي. وفي حال قبول الشمال للمساعدات، ستجري محادثات حول كيفية ايصالها، كما اضاف المصدر نفسه. وكانت وسائل الاعلام الرسمية في كوريا الشمالية الشيوعية ذكرت ان عاصفة مدارية وامطارا كثيفة في حزيران/يونيو وتموز/يوليو اسفرت عن قتل واصابة وفقد العشرات، فضلا عن تدمير 2900 منزل واغراق قرابة 150 الف فدان من الاراضي الزراعية. وتشهد كوريا الشمالية فيضانات بشكل منتظم مع افتقارها الى البنية التحتية للحد من الكوارث ومع قطع الغابات على نطاق واسع على التلال ما يجعل التربة اكثر عرضة للانهيار مع هطول الامطار الكثيفة. وكانت العلاقات بين الكوريتين شهدت فتورا شديدا بعد اتهام الجنوب لجارته الشمالية باغراق سفينة حربية جنوبية في اذار/مارس 2010 ما ادى الى مقتل 46 شخصا. ورغم الحادث الذي نفت كوريا الشمالية مسؤوليتها عنه، وعد الجنوب في ايلول/سبتمبر 2010 بتقديم مساعدات لضحايا الفيضانات بقيمة عشرة مليار ون. غير ان سيول علقت ايصال المساعدات بعد ان قتل الشمال اربعة كوريين جنوبيين في قصف لجزيرة حدودية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وفي تطور منفصل قالت وكالة دولية للاغاثة انها خصصت اكثر من 590 الف دولار لمساعدة ضحايا الفيضانات. فقد ذكر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر على موقعه انه خصص 593 الف دولار لمساعدة 15 الفا و380 شخصا وان المساعدات ستقدم للصليب الاحمر الكوري الشمالي. كما قدمت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية التي يلزم قانون بالحصول على موافقتها على كافة الاتصالات مع الشمال، الضوء الاخضر لمجموعة خاصة لتقديم مساعدات من الطحين الى الشمال. وارسل "المجلس الكوري للمصالحة والتعاون" ستة من اعضائه الى الشمال للتأكد من ان تلك المساعدات ستصل الى الاطفال المحتاجين وليس الى الجيش. وكان المجلس قدم حتى الان 600 طن من الطحين ويخطط لارسال ما اجماله 2500 طن منه بنهاية اب/اغسطس. وكان الجنوب اوقف في 2008 ايصال مساعدات سنوية حكومية قدرها 400 الف طن من الارز الى الجارة الشمالية الفقيرة مع بدء تردي العلاقات مجددا. وسمحت السلطات لبعض المجموعات المدنية بمواصلة تقديم المساعدات، لكنها اوقفت منح تراخيص بمساعدات الطحين بعد الهجوم على الجزيرة. وتعتمد كوريا الشمالية على المساعدات الدولية لاطعام شعبها منذ اسفرت مجاعة في التسعينات عن وفاة مئات الالاف. وقد طلبت هذا العام من الولاياتالمتحدة وبلدان اخرى تقديم مساعدات غذائية. وتقدر وكالات الاممالمتحدة بنحو ستة ملايين شخص في كوريا الشمالية عدد الذين في حاجة ماسة للغذاء. وقد دعا الامين العام بان كي مون في نيويورك الثلاثاء الى تقديم مزيد من المساعدات الغذائية للشمال. غير ان بان اقر بان المحادثات الاستكشافية التي تجري بين الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية حول نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ لم تجسر الفجوة بين الجانبين، وان اشار الى سعي الجانبين للتقريب بين مواقفهما. وقد اجرى النائب الاول لوزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي غوان محادثات في نيويورك مع مسؤولين اميركيين الخميس والجمعة الماضيين في اطار جهود دبلوماسية لاستئناف المفاوضات النووية السداسية المتوقفة منذ فترة. وقال كيم انه "راض" على نتيجة المحادثات التي جرت في نيويورك الاسبوع الماضي داعيا لمزيد منها تمهيدا لاستئناف المحادثات النووية السداسية المتوقفة منذ فترة.