اعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان المحادثات العسكرية الهادفة الى تخفيف التوتر الشديد بين الكوريتين انهارت الاربعاء وانسحب منها الوفد الكوري الشمالي. وكانت تلك المحادثات الاولى بين الكوريتين منذ ان قصفت كوريا الشمالية جزيرة كورية جنوبية على الحدود في 23 تشرين الثاني/نوفمبر ما اثار مخاوف من اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لوكالة فرانس برس ان المفاوضين الكوريين الشماليين عبروا الحدود بين البلدين بعد عشر دقائق من انسحابهم من الاجتماع. واضاف "لم يتمكنوا حتى من بحث موعد الاجتماع المقبل". وتابع "في ظل الوضع الراهن، يمكننا اعلان انهيار المحادثات"، مؤكدا ان ليست لديه اسباب مباشرة حول سبب انهيار المحادثات. يشار الى ان كوريا الجنوبية كانت تطالب باعتذار عن حادثين السنة الماضية اديا الى مقتل حوالى 50 كوريا جنوبيا. فقد قتل اربعة اشخاص بينهم مدنيون حين قصفت كوريا الشمالية جزيرة يونبيونغ قرب الحدود المتنازع عليها في البحر الاصفر. كما ان سيول تتهم بيونغ يانغ باغراق بارجتها الحربية في اذار/مارس الماضي ما ادى الى مقتل 46 بحارا وهو ما تنفيه كوريا الشمالية. وكان من المفترض بهذه المحادثات التي جرت في قرية بانمونجوم الحدودية ان تفضي الى تحديد مكان وزمان وجدول اعمال لقاء لاحق على مستوى اعلى، رجح كثيرون ان يكون على مستوى وزيري الدفاع. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله ان "المحادثات فشلت بسبب خلافات على جدول الاعمال"، مؤكدا انها "انتهت دون تحديد موعد للقاء ثان من هذا النوع". ونقل تلفزيون "واي تي ان" من جهته عن مسؤول في الوزارة قوله ان الاجواء "كانت مشحونة جدا". وكانت كوريا الجنوبية اعلنت في وقت سابق الاربعاء انها وافقت مبدئيا على اجراء محادثات منفصلة للصليب الاحمر حول تنظيم لقاءات لجمع العائلات المنفصلة التي يقيم افرادها في كلا البلدين. لكنها ربطت هذه المحادثات باحراز تقدم في الحوار العسكري. وتصر كوريا الجنوبية على بحث غرق البارجة وقصف الجزيرة خلال المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى التي يجري الحديث عنها. وشددت على ان تحسين العلاقات مرتبط باعتذار كوريا الشمالية ومعاقبتها المسؤولين عن القصف، كما جاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع. لكن كوريا الشمالية اقترحت ان يركز جدول الاعمال على "وقف كل الاعمال العسكرية التي يمكن ان يعتبرها الجانب الاخر استفزازية". وتنفي كوريا الشمالية اي ضلوع لها في غرق السفينة الحربية. وقالت ان هجومها على جزيرة يونبيونغ جاء ردا على اجراء كوريا الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية هناك حيث القت قنابل في مياه تطالب بها بيونغ يانغ. واعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية بشكل منفصل انها وافقت مبدئيا على اقتراح الشمال اجراء محادثات بين الصليب الاحمر حول لقاءات العائلات وقضايا انسانية اخرى. وقالت متحدثة باسم الوزارة انه من المفترض تحديد موعد ومكان المحادثات بعد انتهاء المحادثات العسكرية، مكررة المطالب الكورية الجنوبية بان تتخذ بيونغ يانغ "اجراءات مسؤولة" حول قصف الجزيرة وغرق البارجة. يشار الى ان عشرات الاف الكوريين انفصلوا عن افراد عائلاتهم خلال الحرب الكورية 1950-1953. والاجتماعات الموقتة تجمع بعض الافراد الراغبين في لقاء عائلاتهم. وبعد الهجوم على الجزيرة، نظمت كوريا الجنوبية سلسلة مناورات عسكرية وبدأت بتعزيز قواتها في الجزر الواقعة على الحدود. وردا على ذلك، حذرت كوريا الشمالية من حرب نووية لكنها غيرت مسارها في كانون الثاني/يناير واطلقت سلسلة نداءات للحوار مع كوريا الجنوبية. وتحاول الصين، حليفة كوريا الشمالية، احياء المحادثات السداسية حول نزع الاسلحة النووية لدى بيونغ يانغ لتخفيف التوتر. والمحادثات السداسية التي تضم الصين والولاياتالمتحدة والكوريتين وروسيا واليابان تهدف الى نزع اسلحة كوريا الشمالية مقابل مساعدات اقتصادية ودبلوماسية. وقد جمدت منذ كانون الاول/ديسمبر 2008. وتقول الولاياتالمتحدة ان على كوريا الشمالية ان تحسن علاقاتها مع كوريا الجنوبية قبل التمكن من استئناف الحوار حول الملف النووي. لكن الخلاف يبقى قائما بين الكوريتين اللتين تتبادلان مسؤولية اشهر من التوتر.