كراتشي (رويترز) - تلقت الشرطة وقوات الامن الباكستانية أوامر يوم الجمعة باطلاق النار فورا على أي شخص يتورط في أعمال عنف في كراتشي كبرى مدن البلاد بعد مقتل 85 شخصا خلال اربعة أيام من أعمال العنف العرقي والسياسي. وأغلقت المتاجر ومحطات الوقود وتعطلت وسائل النقل بعد أن أعلنت الحركة القومية المتحدة الحزب السياسي المهيمن في المدينة يوم حداد بعد أحدث موجة من العنف في المركز المالي والتجاري لباكستان. وقال وزير الداخلية رحمن مالك للصحفيين "استشهد ما بين 80 و85 شخصا معظمهم ابرياء...قليل جدا منهم ينتمي الى المجال السياسي." واضاف انه تم اعتقال 89 شخصا منذ مساء الخميس لتورطهم في اعمال العنف. وقال مصدر بالشرطة ان 18 شخصا قتلوا منذ منتصف الليل. وقال شارجيل ميمون وزير الاعلام الاقليمي لرويترز "أصدرنا أوامر لقوات الامن باطلاق النار على الفور على أي شخص يتورط في العنف." وأضاف مشيرا الى قوات أمن أخرى "بالاضافة الى الشرطة ورجال الامن سيتم نشر 1000 اخرين من عناصر حرس الحدود في المدينة للسيطرة على العنف." وأردف ميمون "قتل 37 شخصا أمس وحده." ووردت تقارير عن ان معظم القتلى الذين سقطوا في الثلاثة أيام الماضية في الحي القديم في غرب المدينة والمناطق المحيطة به وهو حي متعدد الاعراق تسكنه الطبقة الفقيرة. لكن التوتر امتد ببطء الى أجزاء أخرى من المدينة. وأمكن سماع اطلاق للرصاص في مناطق عديدة يوم الجمعة وفي بعض الاحياء أحرق السكان اطارات السيارات ورشقوا السيارات القليلة المارة بالحجارة. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الى احلال السلام وناشد البلاد أن تتوحد أمام العنف الذي يسود كراتشي. وأكد في احتفال لتكريم رياضيين أولمبيين باكستانيين أهمية كراتشي لسلامة أوضاع الاقتصاد في البلاد وأضاف أن احلال السلام هناك "سيعزز اقتصاد البلاد". ولكراتشي التي يزيد عدد سكانها عن 18 مليونا تاريخ طويل من العنف السياسي والعرقي والطائفي. وكانت المدينة الهدف الرئيسي لمتشددين على صلة بالقاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولاياتالمتحدة عندما انضمت باكستان الى الحملة التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد التشدد. وتعرض الاجانب لعدة هجمات في مدينة كراتشي. وقال تقرير أصدرته مؤخرا مفوضية حقوق الانسان في باكستان ان 1138 شخصا قتلوا في كراتشي في الستة أشهر الاولى من عام 2011 بينهم 490 كانوا ضحايا للعنف السياسي والعرقي والطائفي. وتأتي احدث موجة عنف في المدينة الجنوبية بعد ايام من اعلان الحركة القومية المتحدة انها ستترك الائتلاف الحاكم. واصدر السفير الامريكي في اسلام اباد كاميرون مونتر بيانا ادان فيه العنف. وقال البيان "نطالب جميع الاطراف بالامتناع عن مزيد من العنف والعمل نحو حل سلمي للاختلافات". وتثير كراتشي تساؤولات مثيرة للقلق اكثر بشأن استقرار باكستان من الاقاليم الحدودية الشمالية الغربية التي ينظر اليها على انها مركز للمتشددين ومصدر قلق بالغ للغرب.