استقبل اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، صباح اليوم السبت، الدكتور نظير عيّاد، مفتي الجمهورية، بمكتبه بديوان عام المحافظة، وذلك في إطار زيارته للمشاركة في فعاليات مؤتمر عيد العلم السادس عشر بجامعة المنصورة، بحضور الدكتور أحمد العدل، نائب المحافظ، واللواء عماد عبدالله، السكرتير العام للمحافظة. ورحب المحافظ بفضيلة المفتي، مؤكدًا اعتزاز المحافظة بمؤسساتها العلمية والدينية والوطنية، وأن اجتماع العلم بالقيم يرسّخ مسار الدولة نحو بناء الإنسان والارتقاء بوعيه. وأضاف أن الدقهلية تفتخر بعلمائها وبجامعة المنصورة الرائدة، وتسعى لتوفير كافة سبل الدعم لبيئة بحثية تنتج معرفة نافعة وحلولًا عملية تخدم المواطن الدقهلاوي في مختلف القطاعات الخدمية. وأكد المحافظ أن حضور المفتي بين أساتذة وطلاب الجامعة يبعث برسالة قوية مفادها أن الأخلاق العلمية جزء لا يتجزأ من التميّز الأكاديمي، مشيرًا إلى أن مؤتمر عيد العلم أصبح يرسخ مكانة المنصورة كعاصمة للعلم في الدلتا. ووجّه الشكر للمفتي على تشريفه الاحتفال، ولرئيس الجامعة على الجهد التنظيمي المميز الذي يعكس صورة حضارية للمحافظة. من جانبه، أوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية أصبحت اليوم مؤسسة علمية رائدة تؤدي رسالتها الدينية والفكرية والتربوية من خلال مراكزها البحثية والرقمية، مثل مركز "سلام" للدراسات ومرصد الفتاوى التكفيرية ومركز الإفتاء الإلكتروني الذي يتلقى آلاف الأسئلة يوميًا من داخل مصر وخارجها، مشيرًا إلى أن رسالة الدار لم تعد مقتصرة على الفتوى فحسب، بل تشمل الإرشاد والتثقيف والإصلاح الأسري والمجتمعي. وأكد المفتي أن مواجهة الفكر المتطرف وبناء الوعي الصحيح يمثلان محورًا أساسيًا في عمل دار الإفتاء، مشيرًا إلى أن الوعي لا يُبنى إلا على قاعدة علمية راسخة تدمج بين المعرفة الدينية والإنسانية، محذرًا من الانسياق وراء المعلومات المضللة المنتشرة عبر الوسائط التكنولوجية دون تحقق أو تمحيص. وأشار المفتي إلى أن العلم الذي ينفصل عن الأخلاق لا فائدة فيه، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه فمن يهديه من بعد الله﴾، مؤكدًا أن العلم الحق هو الذي يقترن بالقيم والمبادئ السامية التي تحفظ للإنسان إنسانيته. وحذر المفتي من اتباع الآراء الشاذة أو الأقوال التي قيلت في سياقات تاريخية وظروف مغايرة لواقعنا المعاصر، موضحًا أن التجديد في الخطاب الديني لا يعني التخلي عن الثوابت، بل تقديم الدين بلغة تناسب عقول الناس وتستجيب لمتغيرات العصر. وختم مفتي الجمهورية بأن الخير متأصل في الناس لكنه يحتاج إلى من يرشده ويوجهه، وأن الالتزام الحقيقي بتعاليم الدين يثمر أفرادًا صالحين لمجتمعهم، مشددًا على أن الدين لا يُحكم عليه بسلوكيات بعض المنحرفين عنه. كما أشار إلى أن المسائل التي يطعن من خلالها المشككون في الإسلام كانت موجودة قبل الإسلام، إلا أن الإسلام جاء فنظمها وضبطها بضوابط الأخلاق والرحمة والعدل، مثل قضايا الرق والتعدد وغيرها.