قدم دفاع المتهمين بالاعتداء على المواطن غريب مبارك، "مسن السويس"، مرافعة مضادة للاتهامات الموجهة إليهما بالبلطجة واستعراض القوة، طالبًا بضرورة التدقيق في حيثيات الواقعة التي سجلتها الكاميرات. ركز دفاع المتهمين، "علي. غ" و"عاصم. غ"، على التشكيك في الأدلة المرئية المقدمة ضدهما، زاعماً أن "الحقيقة لها وجه آخر غير الذي سطرت به الأوراق". وأشار الدفاع إلى أن "الفلاشة المقدمة دليل مجتزأ"، مؤكداً أن ما تم تقديمه للقضاء لا يوضح كافة ملابسات الواقعة، وأن الصورة التي تشكلت في الرأي العام غير كاملة، قائلا: "لم يتضح من الفلاشة الحقيقة كاملة يا معالي الرئيس". في تطور لافت، قدم دفاع المتهمين نظرية جديدة حول وقوع الحادث، مدعياً أن المجني عليه، غريب مبارك، لم يكن ضحية صامتة، بل إنه "استدرج المتهمين واستفزهما للقيام بالتعدي عليه وتصوير الواقعة المجتزأة". ووفقاً لما جاء في مرافعة الدفاع، فإن الخلاف لم يكن نزاعاً عابراً، بل كان المسن هو من "استفز المتهمين للقيام بالتعدي عليه". كما أكد الدفاع على براءة المتهم الأول من الاعتداء الجسدي المباشر، مشيراً إلى أن المتهم الأول "لم يتعدَّ عليه، ولكن منعه من الدخول"، في إشارة إلى أن دوره اقتصر على المنع وليس الضرب. ضمن سياق الدفاع، أشار محامي المتهمين إلى وجود محاولات سابقة لإنهاء النزاع قبل تفاقمه، مبيناً أن المتهمين وعائلتيهما "اتفقوا على إمهال خمسة أيام لإيجاد حل" للخلاف القائم بين الطرفين. تأتي هذه المرافعة في مواجهة المرافعة القوية للنيابة العامة، التي وصفت الاعتداء بأنه "جريمة هزت المجمع"، مؤكدة أنها تقف للدفاع عن "الضعف في وجه القوة"، رغم التنازل المقدم من "مسن السويس" عن تهمة "الضرب البسيط". وكانت محكمة السويس، شهدت اليوم، أولى جلسات محاكمة الشقيقين المتهمين بالاعتداء على المواطن غريب مبارك، المعروف إعلاميًا ب "مسن السويس"، في القضية التي أثارت الرأي العام بتهمة البلطجة واستعراض القوة. ووصل المجني عليه، غريب مبارك، إلى قاعة المحكمة لحضور الجلسة، بينما وصل المتهمان "علي. غ" و"عاصم. غ" من محبسهما. وفي مرافعة قوية ومؤثرة، ركز ممثل النيابة العامة بالسويس على فداحة الجرم ورمزيته، واصفاً إياه ب "جريمة هزت المجمع". وبدأ ممثل النيابة مرافعته بالتأكيد على أن وقوف النيابة اليوم هو "لتدافع عن الحق في وجه الباطل وعن الضعف في القوة". أكد ممثل النيابة أن المجني عليه "لم يجني ذنبًا لينال ما لقاه من أذى"، مشيرًا إلى أن المتهمين "لم يكتفوا بمخالفة القانون، بل اعتدوا على طاعن في السن اختار الصمت والاحترام فقوبل بالعدوان والإهانة". وشددت النيابة على حق المسن في السلام والأمان، قائلة: "ألم يحق للمجني عليه السلام والأمان؟"، وموضحة أن الخلاف نشب بين المسن والمتهمين، لكن نفوسهم "سوّلت لهم رغبة آثمة في طرده من عقاره وملاذه الوحيد". واختتمت النيابة مرافعتها بتأكيد قيمة الإنسان وكرامته: "إن الله كرم الإنسان ورفع شأنه وجعل له في الخلق مقامًا كبيرًا، وكل مساس به هو انتقاص لما كرمه الله به، وكل إهانة هو عدوان". وتأتي الجلسة بعد أيام من جهود النيابة في التحقيق، حيث استمعت لأقوال المجني عليه غريب مبارك بعد أن عاد لاستكمال الإدلاء بأقواله، وذلك عقب خضوعه لجلسة غسيل كلوي كان يستلزم الراحة بعدها، إلا أنه التزم وتوجه إلى مجمع المحاكم للتحقيق. وكانت النيابة، قررت في وقت سابق إرجاء التحقيق مؤقتًا بعد تعرض المجني عليه للإجهاد لحين تحسن حالته. كما استمعت النيابة لأقوال ابنته رحمة مصورة فيديو الواقعة، وشهود العيان قبل أن يجري التحقيق مع المتهمين. تجدر الإشارة إلى أن المجني عليه غريب مبارك، كان تنازل عبر توكيل رسمي لمحاميه عن بلاغ واتهام الشقيقين فيما يخص واقعة الضرب البسيط في تلك القضية، إلا أن النيابة تواصل ملاحقة المتهمين بتهم البلطجة واستعراض القوة والتي وقعت يوم الجمعة 24 أكتوبر الماضي. اقرأ أيضًا: اليوم نظر أولى جلسات محاكمة المتهمين بالتعدي على مسن السويس رغم تنازله.. النيابة العامة تكسر صمت "مسن السويس" بمرافعة نارية -صور "مسن السويس" يصل المحكمة لحضور أولى جلسات محاكمة المتهمين بالاعتداء عليه -صور