أقيم مساء اليوم، الحفل العالمي لافتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يُمثل حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ومشاركة (79) وفداً رسمياً، من بينهم (39) وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر. وفيما يلي ننشر أول صور لقاعة توت عنخ آمون، والتي حجبت عن الأنظار نحو ربع قرن من الزمان هي فترة إنشاء المتحف المصري الكبير. ومن جانبها كشفت المهندسة شيرين فرانجول، الشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة أتولييه بروكنر المصممة لجناح الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير، كواليس جديدة حول تصميم القاعة التي ينتظرها العالم خلال افتتاح المتحف المتحف المصري الكبير، وهي قاعة الملك الذهبي توت عنخ آمون، والتي تعد تجربة استثنائية تروي روعة الحضارة المصرية. وأكدت المهندسة شيرين فرانجول، في تصريحات تليفزيونية، أن فلسفة العرض المبتكرة للقاعة تهدف إلى تحويل تجربة الزوار من مجرد مشاهدة قطع أثرية إلى رحلة عاطفية غامرة، من خلال تقديم قصة حياة الفرعون الذهبي من خلال أكثر من 5000 قطعة أثرية، بأسلوب يختلف جذريًا عن طرق العرض التقليدية. وقالت: اعتمد تصميم قاعة توت عنخ آمون بأسلوب عرض فريد قائم على سرديتين متوازيتين يمكن للزائر الاختيار بينهما أو المرور بكلتيهما. ولفتت إلى وجود مسارين للقاعة، المسار الأول يأخذ في الحسبان التسلسل الزمني لحياة الملك توت عنخ آمون منذ شبابه وصولًا إلى حياته الأبدية، بينما يركز المسار الثاني على قصة اكتشاف المقبرة على يد عالم الآثار هوارد كارتر، وهناك أيضًا التسلسل العلمي عندما قام كارتر باكتشاف قبر توت عنخ آمون، وصولًا إلى اللحظة التي علم فيها أن هذا هو الملك أو الفرعون توت عنخ آمون، كما ذكرت فرانجول، وتجمع هاتان السرديتان بين الجانب التاريخي الشخصي للملك والجانب العلمي المثير لواحد من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ. حفل افتتاح المتحف المصري الكبير شهد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير اهتمامًا إعلاميًا غير مسبوقا، حيث أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات عن منحها تصاريح تغطية لأكثر من 450 مراسلًا دوليًا يمثلون ما يقرب من 180 وسيلة إعلامية عالمية من المراسلين المقيمين في مصر، لنقل فعاليات الحدث التاريخي لحظة بلحظة إلى مختلف دول العالم. ويأتي افتتاح المتحف على بعد خطوات من أهرامات الجيزة الخالدة، حيث يطل هذا المشروع الضخم ليكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي حضارة مصر القديمة الساحرة، ليمثل جسرا زمنيا يربط الماضي العريق بالحاضر الواعد، ومتحفًا حديثًا بمواصفات عالمية ليحكي للعالم قصة آلاف السنين من الإبداع والإنجاز. المتحف المصري الكبير في أرقام جدير بالذكر أن المتحف المصري الكبير يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة "حضارة مصر القديمة"، ويمتد على مساحة 490 ألف م2، ويضم مدخلًا رئيسًا بمساحة نحو 7 آلاف م2، به تمثال للملك رمسيس الثاني، كما يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تروي تاريخ مصر عبر العصور، بالإضافة إلى الدرج العظيم الذي يمتد على مساحة حوالي 6 آلاف م2، بارتفاع يعادل 6 طوابق. كما يضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسة بمساحة نحو 18 ألف م2، وقاعات عرض مؤقت بمساحة حوالي 1700 م2، وكذلك قاعات لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون على مساحة تقارب 7.5 ألف م2، تشمل أكثر من 5 آلاف قطعة من كنوز الملك تُعرض مجتمعة لأول مرة، بالإضافة إلى متحف الطفل بمساحة نحو 5 آلاف م2، ومن المتوقع أن يجذب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا.