هنأ قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، جنوده بما وصفه ب"الانتصار" في معركتي الفاشر وبارا، رغم إدانة مجلس الأمن الدولي للهجوم الذي شنته قواته على مدينة الفاشر، وما خلفه من آثار مدمرة على المدنيين. وجاءت تصريحات حميدتي بعد تحذير منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة توم فليتشر، من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية والأمنية بمدينة الفاشر عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، مؤكداً تلقي تقارير موثوقة عن وقوع عمليات إعدام خارج القانون بحق مدنيين. وفي كلمة له اليوم الجمعة، قال حميدتي: "نحيي الشعب السوداني وقوات تأسيس بالانتصار في معركتي الفاشر وبارا". وقال قائد الدعم السريع، إن الجيش السوداني يرفض كل دعوات وقف القتال والبحث عن حلول سلمية، مشيراً إلى أن إقليم دارفور أصبح تحت سيطرة قواته. وأكد حميدتي تمسك قواته بوحدة السودان والسعي لتحقيق السلام العادل والشامل، إلى جانب الالتزام بإقامة نظام علماني ديمقراطي عادل وتطبيق اللامركزية، وتأسيس جيش وطني مهني جديد. وتطرق قائد الدعم السريع إلى التقارير التي تحدثت عن تجاوزات في الفاشر بعد سيطرة قواته على المدينة، قائلاً: "إن تلك الانتهاكات تمثل سلوكاً فردياً ولا تعبر عن سياسة الدعم السريع، متعهداً بمحاسبة المسؤولين عنها". وأشار حميدتي إلى أنه سيعلن قريباً عن إجراءات تتعلق بصيانة حقوق الإنسان وحماية المدنيين، مشدداً على أنه اتخذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة أي فرد من قوات الدعم السريع خالف القانون الدولي الإنساني. وقال إنه وجه باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين وتعزيز الوجود الأمني خصوصاً في مدينة الفاشر، مشيراً إلى أن إعادة المواطنين إلى المدينة تتطلب إزالة الألغام وإنهاء المظاهر العسكرية ونشر الشرطة المدنية. ودعا حميدتي إلى تقديم المساعدات لجميع المحتاجين، مؤكداً استعداده للتعاون معها، فيما رحب حميدتي بالمدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي لمواصلة العمل بحرية. كما أعلن قائد الدعم السريع عن "تشكيل قوة متخصصة لحماية المدنيين"، داعياً إلى "وقف إطلاق النار بناءً على دعوة الرباعية الدولية، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية". الجيش السوداني يتوعد قوات الدعم السريع ومن جانبه، أعلن الجيش السوداني إلى الحشد والتعبئة العامة بعد سقوط الفاشر والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى هذا الإقليم، فضلاً عن نقله قيادة العمليات المركزية إلى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. وفي أول تعليق رسمي بعد التطورات الميدانية، توعّد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع، مؤكدًا في بيان تلفزيوني أن الجيش "سيقتص لأهل الفاشر ممن أصابهم الظلم"، مشددًا على أن "الشعب السوداني وقواته المسلحة عازمون على تطهير البلاد من المرتزقة". وأكدت تقارير إعلامية سودانية تنفيذ الطيران الحربي السوداني، صباح الجمعة، سلسلة غارات جوية مكثفة على مواقع انتشار قوات الدعم السريع في مناطق واسعة من ولاية غرب كردفان. وقالت التقارير إن الضربات الجوية استهدفت مواقع تمركز قوات الدعم في مدينة بابنوسة ومحيطها، بعد عمليات رصد استخباراتي لتحركات عسكرية مكثفة خلال الأيام الماضية. أسوأ الأزمات الإنسانية وخلال بيان رسمي، قالت البعثة الدولية لتقصي الحقائق بشأن السودان، إن النزاع الجاري في السودان هو من أسوأ الأزمات الإنسانية، مؤكدة أن الأوضاع مزرية وحماية المدنيين هي أولوياتهم الأساسية. وأوضحت بعثة تقصي الحقائق، أن 800 ألف شخص لا يزالون محاصرين في الفاشر التي سقطت في يد قوات الدعم السريع. وطالبت من الدول أصحاب النفوذ مسؤولية عدم تغذية النزاع في السودان، موضحة أنه من الممكن وقف الحرب في إذا أوقفنا تدفق الأسلحة. وشددت على أن تصريحات قائد الدعم السريع تفتقد إلى الشفافية، متابعة:"ليس لدينا إيمان بشفافية التحقيقات الداخلية ولا نعتقد بأن الأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم ستتم محاسبتهم كما يجب". وأشارت البعثة الدولية إلى أنها تعمل على بناء تحقيق وتجمع المعلومات لتحديد المتواطئين في الانتهاكات في السودان.