في هدوء المساء، وبين أضواء المحال التي بدأت تُغلق أبوابها في حي هادئ من أحياء مدينة 6 أكتوبر، دوّى صوت لم يكن في الحسبان. طلقة واحدة اخترقت سكون المكان، لتُحوّل دقائق عادية إلى لحظة مأساة. لم يكن أحد يتوقع أن تتحول مغسلة صغيرة بالقرب من ميدان الحصري إلى مسرح لجريمة تهز سكان المنطقة. صاحب المغسلة، المعروف بين الجيران بابتسامته وهدوئه، سقط أرضًا دون إنذار، والدماء تسيل على الأرض التي شهدت كفاحه لسنوات. بلاغ وصل إلى قسم شرطة أول أكتوبر بسماع دوي إطلاق نار في الحي الأول. في دقائق معدودة، وصل رجال المباحث إلى الموقع، وسط تجمهر الأهالي الذين لم يصدقوا ما حدث. بداخل المغسلة، كان المشهد صادمًا، جثة هامدة لشخص متأثرًا بطلق خرطوش أودت بحياته في الحال. المعاينة الأولية التي أشرف عليها اللواء محمد أمين مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بينت أن الجاني دخل المكان متخفيًا، تبادل كلمات قصيرة مع المجني عليه، ثم أشهر سلاحه وأطلق النار قبل أن يلوذ بالفرار. لم تمر سوى لحظات حتى تحول المكان إلى ساحة بحث وتحقيق، وعدسات الهواتف توثق الصدمة، والعيون تترقب إجابة واحدة: "مين عمل كده؟ وليه؟". النيابة العامة انتقلت لمعاينة الموقع، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، كما كلفت رجال المباحث بسرعة فحص الكاميرات المحيطة بالمكان لتتبع الجاني وكشف دوافع الجريمة. في الحي الأول، ما زال الخوف يخيم على الوجوه، والحديث لا ينقطع عن الرجل الطيب الذي قُتل بلا ذنب. بين لحظة وأخرى، يمر المارة أمام المغسلة المغلقة الآن، يقرأون الفاتحة بصمت، بينما يبقى السؤال معلقًا في الهواء:هل كانت الجريمة انتقامًا؟ أم خلافًا بسيطًا انتهى بالدم؟. التحقيقات مستمرة، والمدينة التي لم تعتد على هذا النوع من الجرائم، تترقب بفارغ الصبر لحظة القبض على القاتل، عل العدالة تعيد شيئا من الطمأنينة التي انتزعتها تلك الطلقة الغادرة.