استحقت الطالبة تغريد محمد عبد العليم محمد، طالبة الصف الثاني الثانوي، لقب بطلة تحدي القراءة العربي في دورته التاسعة على مستوى وزارة التربية والتعليم المصرية، بعد رحلة طويلة امتدت لعشر سنوات من المحاولات والمثابرة. وقالت تغريد في حوارها مع "مصراوي": "بدأت المشاركة في تحدي القراءة منذ موسمه الأول وأنا عندي 8 سنين، عشر سنوات من المحاولة كانت نتيجتها المركز الأول أخيرًا، فالمحاولة تعني حتمية الوصول". وأضافت: "منذ الصف الثاني الابتدائي كنت أقرأ في كل عام نحو 50 كتابًا، وقرأت أكثر من 600 كتاب حتى الآن، وكنت أعمل على تطوير لغتي العربية، وحفظت القرآن الكريم كاملًا، كما حفظت متونًا شعرية مثل متن الجزرية وتحفة الأطفال والأربعين النووية". وأوضحت بطلة تحدي القراءة أنها لم تكتفِ بالقراءة فقط، بل حرصت على نقل أثرها إلى الآخرين، قائلة: "بدأت تنفيذ مبادرات لمحو الأمية وتعليم ضعاف القراءة، وأحفظ الأطفال القرآن الكريم، لأن القارئ الحقيقي هو من يتأثر ويؤثر"، وتابعت: "القراءة غيّرت شخصيتي تمامًا خلال السنوات العشر الماضية، وجعلتني أكثر وعيًا وثقة، وبفضلها أصبحت من الأوائل دراسيًا أيضًا، أؤمن أن من يحب شيئًا سيجد له وقتًا في يومه ولو خمس دقائق". وفيما يتعلق بطريقتها في القراءة وتدوين الملاحظات، أشارت إلى أنها تعتمد أسلوبًا خاصًا في المذاكرة وتلخيص الكتب: "أثناء القراءة أسجل ملاحظاتي داخل الكتاب نفسه، حتى أستطيع العودة إليه بسرعة واسترجاع المعلومات بسهولة". وعن حياتها الشخصية، قالت تغريد: "أنا من القاهرة، وُلدت في الشرقية، وترتيبي الثانية بين أربع أخوات: تسنيم، تغريد، رهف، ورقية، والدي دائمًا يشجعنا على التعلم ونقل المعرفة، ويقول إن الإنسان لا يترك في الدنيا سوى أثر طيب". وأكدت بطلة التحدي أن البيئة التعليمية الأولى كان لها دور كبير في تكوين شخصيتها، مضيفة: "الحضانة كانت تهتم بالقرآن واللغة العربية، وليس فقط بالإنجليزية أو الأرقام، وهو ما ساعدني كثيرًا في بداياتي"، معربًة عن أسفها من ضعف استخدام اللغة العربية لدى بعض الشباب، قائلة: "زعلت لما سافرت دبي وشفت عرب كتير بيتكلموا إنجليزي أكتر من عربي، وأتمنى أن تعود اللغة العربية إلى مكانتها التي تستحقها". وكشفت تغريد أنها تمارس أيضًا أنشطة متنوعة إلى جانب القراءة، قائلة: "أكتب الشعر وألقيه، وأعمل في دوبلاج الكارتون، وقدمت مسلسلات إذاعية، القراءة منحتني شخصية قوية وقدرة على التأثير، وليس مجرد قارئ منطوٍ". وأعربت تغريد عن فخرها بالوصول إلى هذه المرحلة قائلة: "علمت أني ضمن الستة الأوائل على مستوى 20 دولة، ولحظة الإعلان عن فوزي بلقب بطلة مصر كانت لحظة لا تُنسى بعد عشر سنوات من المحاولات". ويُختتم تحدي القراءة العربي يوم 23 أكتوبر الجاري بحفل ضخم في مركز دبي التجاري العالمي، بعد مشاركة أكثر من 32 مليون طالب وطالبة من 50 دولة، يمثلون 132,112 مدرسة بإشراف 161,004 مشرفين ومشرفات. وتبلغ قيمة الجوائز نصف مليون درهم للفائز الأول، و100 ألف درهم للثاني، و70 ألفًا للثالث، فيما تتطلع مصر لتتويج تغريد محمد عبد العليم ومحمد أحمد الحسانين في النسخة الحالية لعام 2025.