نفذ الجيش الإسرائيلي، الأحد، سلسلة غارات جوية على أهداف في قطاع غزة، بعدما زعم أن مجموعة تابعة لحركة "حماس" استهدفت جنوداً إسرائيليين بصواريخ مضادة للدبابات، في أخطر تصعيد تشهده المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار. وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية في بيان لها، إن الهجوم وقع صباحاً في منطقة رفح، حيث خرج عناصر من نفق وأطلقوا صاروخاً على مركبة عسكرية إسرائيلية، ما دفع الجيش إلى الرد بنحو 20 غارة جوية على مواقع تابعة لحماس في رفح ومناطق أخرى من القطاع. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حماس انتهكت وقف إطلاق النار، متوعداً برد قوي، فيما نفت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، أي صلة لها بالحادث، مؤكدة التزامها الكامل بالهدنة. وكشفت مصادر أمريكية لموقع "أكسيوس" أن إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقاً بالضربات عبر مركز القيادة الأمريكي المشرف على تنفيذ الاتفاق، فيما أجرى مبعوثا الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، اتصالات عاجلة مع مسؤولين إسرائيليين للتنسيق بشأن الرد، وأفاد مسؤولون في إدارة ترامب أن الولاياتالمتحدة دعت إسرائيل إلى الرد بشكل متناسب مع ضبط النفس، محذّرة من انهيار اتفاق السلام الذي وصفته واشنطن بأنه "إنجاز دبلوماسي هش". وأكد المسؤول الأمريكي في تصريحاته ل"أكسيوس"، أن الأيام الثلاثين المقبلة ستكون حاسمة في الحفاظ على الهدنة، نحن مسؤولون عما يجري في غزة فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق، نحن من سيُحدد القرارات، مع تكثيف الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان عودة جثامين الأسرى، وتنظيم المساعدات الإنسانية، إلى جانب إنشاء قوة دولية للمساعدة في استقرار الأوضاع داخل غزة. ويرى مراقبون أن الاشتباكات الأخيرة تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الأطراف على الالتزام بالاتفاق، في ظل مخاوف أمريكية من تجدد العنف وانهيار المسار السياسي الذي تقوده واشنطن لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.