"لدى حماس 3-4 أيام للرد على العرض، وإذا لم تفعل فإسرائيل ستفعل ما يلزم. وإن لم تستجب حماس للخطة، فستكون نهاية غير سعيدة"، هكذا كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده لحركة حماس في حال رفضها المقترح الذي قدمه بشأن إنهاء حرب غزة. ووضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكرة في ملعب حماس، إذ أعلن نتنياهو أمس خلال مؤتمر صحفي مع ترامب في البيت الأبيض موافقته على على "خطة السلام الأمريكية". ووجه نتنياهو تهديدًا لحماس قائلًا إنها إذا لم تقبل خطة السلام التي اقترحتها الولاياتالمتحدة أو قبلتها لكنها تصرفت على النقيض منها، "فإن إسرائيل ستنهي المهمة بنفسها"، مضيفًا: "يمكن تحقيق ذلك بالطريقة السهلة، أو بالطريقة الصعبة، ولكنه سيتحقق. نفضل الطريقة السهلة، ولكن لا بد من تحقيقها". كما هدد ترامب هو الآخر الحركة الفلسطينية، قائلًا: إذا رفضت حماس الخطة "فإن إسرائيل سوف تحظى بدعم الولاياتالمتحدة لمواصلة حملتها العسكرية"، مردفًا: "آمل أن نتوصل إلى اتفاق سلام. وإذا رفضت حماس الاتفاق، وهو أمر وارد دائمًا - فهم الطرف الوحيد المتبقي - فقد قبله الجميع. لكن لديّ شعور بأننا سنحصل على رد إيجابي، ولكن إن لم يحدث ذلك، فكما تعلم يا بيبي، ستحصل على دعمنا الكامل لفعل ما يجب عليك فعله". في هذا الشأن، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، إن من صاغ الخطة التي طرحها البيت الأبيض يدرك تمامًا أن حماس في كلتا الحالتين ستخسر، إذا رفضت ستخسر ولن تحقق أي مكاسب، وإذا وافقت ستحقق مكاسب ضئيلة تتعلق برؤوس قياداتها واحتمالية أن يكون لها أي دور في المستقبل. ماذا سيحدث لحماس إذ رفضت الخطة الأمريكية؟ وأضاف مطاوع خلال حديثه ل"مصراوي"، أنه في حال رفضت حماس الخطة فإنها "ستتحمل كامل المسؤولية"، إذ ستحصل إسرائيل على غطاء ليس أمريكي فقط ولكن دولي وعربي وإسلامي إذ حينها ستكون الحركة هي من رفضت الحل. وأوضح أن إسرائيل سوف تنفذ مخططاتها بشأن احتلال غزة وتهجير سكانها، إذ ستكون "فرصة عودة شبح التهجير" قائمة بقوة، كما أن هذا الرفض سوف يحقق لليمين الإسرائيلي المتطرف أكثر مما يريد. وفيما يتعلق بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي أدلى بها عقب انتهاء المؤتمر الصحفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض والتي كانت مخالفة لما قاله خلال المؤتمر، يقول مطاوع إن تصريحات نتنياهو موجهة في المقام الأول للداخل الإسرائيلي. ومن جانبه، أكد نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي "سيبقى في الجزء الأكبر من غزة"، على الرغم من أن الخطة الرسمية التي أعلنها البيت الأبيض أمس تتضمن أن إسرائيل لن تحتل غزة أو تضمها. كما سيسلم الجيش الإسرائيلي تدريجيًا أراضي غزة التي يحتلها إلى قوات الأمن الإسرائيلية وفقًا لاتفاقية يبرمها مع السلطة الانتقالية حتى يتم انسحابه الكامل من غزة، باستثناء وجود محيط أمني سيبقى حتى يتم تأمين غزة بشكل كامل من أي تهديد إرهابي متجدد. ويعلق مطاوع على هذه النقطة، قائلًا إن انسحاب الجيش الإسرائيلي مرتبط بدخول قوة دولية تحت اسم "قوة الاستقرار الدولي"، إذ ستدخل هذه القوة المناطق التي ينسحب منها الجيش ومن المقرر أن تكون هناك مفاوضات تحدد موعد زمني لعملية الانسحاب، معتقدًا أن عملية الانسحاب ستكون "تدريجية" إذ ستنسحب إسرائيل إلى مسافة كافية خارج المناطق السكنية حتى الإفراج عن الأسرى وإتمام عملية التبادل. واستبعد المحلل السياسي أن تكون الخطة مجرد "مسرحية سياسية"، موضحًا أن ما جرى من توقيع ست دول عربية وإسلامية عليها، وإعلانها في مؤتمر ضخم بالبيت الأبيض بحضور ترامب ونتنياهو، يعكس أن الأمر يتجاوز مجرد الاستعراض الإعلامي.