تُعد قرية خان الجني، التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، واحدة من القرى ذات الطابع الفريد، إذ تجمع بين موقع جغرافي مميز على أطراف المركز المطل على البحر المتوسط، وبين إرث تاريخي ارتبط بإقامة مواطنين أجانب منتصف القرن الماضي، لتبقى شاهدًا على مرحلة مختلفة من تاريخ الريف المصري. - موقع جغرافي وزراعة استراتيجية تقع القرية في أقصى شمال مصر على فرع رشيد، يحدها البحر المتوسط شرقًا، ونهر النيل غربًا، وتُعد المدخل الرئيسي لبركة غليون وقرى الجزيرة الخضراء. وتشتهر بزراعة محاصيل استراتيجية مثل الأرز والقمح والذرة، مستفيدة من موقعها الزراعي وتوافر شبكات الري. كما تحتل القرية مكانة اقتصادية لقربها من مناطق الصيد، ما جعلها مركزًا للأنشطة المرتبطة بالزراعة والصيد، وتشهد حاليًا مشروعات تنموية أبرزها تحسين شبكات الصرف الزراعي وتطوير البنية التحتية من طرق ومرافق، إلى جانب خدمات تعليمية وصحية جديدة. - قصة التسمية.. من "خان الجنيه" إلى "خان الجني" كشف المهندس سمير جابر، عمدة القرية، أن أصل التسمية يعود إلى فترة الأربعينيات حين أقام بها مستعمرون إنجليز لتنفيذ مشروع محطة صرف زراعي. وأوضح أن الإنجليز خصصوا مكانًا لصناعة عملة معدنية للتداول بينهم، وهي الجنيه الإسترليني، فأطلقوا على القرية اسم "خان الجنيه" أي "مكان الجنيه". ومع مرور الوقت، حوّل الأهالي الاسم بلهجتهم الدارجة إلى "خان الجني"، ليبقى هذا المسمى راسخًا حتى اليوم. - إرث إنجليزي باقٍ وأشار العمدة إلى أن الإنجليز سجّلوا عنوان القرية باسم "خان الجنيه" رسميًا للتراسل، وظل الاسم يتداول بين الأهالي مقرونًا بلقب "المستعمرة". كما لا يزال الكوبري الإنجليزي الذي شُيّد في تلك الحقبة قائمًا حتى الآن بتصميم متين يعكس الطابع الأوروبي المميز، ويؤدي دوره بكفاءة، ما يجعل هدمه أمرًا مستبعدًا وفق خبراء التطوير. - خان الجني في "حياة كريمة" وتُعد القرية من المستفيدين من مشروعات "حياة كريمة"، إذ جرى إنشاء مركز شباب بتكلفة 5.7 مليون جنيه، إلى جانب وصلات منزلية للصرف الصحي، ومحطات رفع، وتنظيم قوافل طبية لخدمة الأهالي، فضلًا عن تخصيص مركز الشباب مؤقتًا لاستخراج بطاقات الرقم القومي لسيدات القرى.