في أجواء احتفالية رائعة، اختتمت فعاليات مهرجان ملكة جمال مصر، في دورته العاشرة على التوالي. حيث سيطرت على المكان أجواء من الفن والجمال والثقافة، خاصة أن أسئلة لجنة الخمسين للتحكيم التي ترأستها رئيسة المهرجان د. آمال رزق وضمّت كلًا من الفنانة ياسمين الخطيب، والفنانة كيرا الصباح، ود. محمد نجم، ومحمد سراج نجم ستار أكاديمي، وسلمى علي ملكة جمال مصر عام 2024، ومصممي الأزياء إسلام وإبراهيم حشاد. تضمنت الحديث حول المعالم السياحية في مصر، وضرورة توعية الشباب والفتيات، بأهمية تنشيط السياحة في بلدهم، بجانب المحافظة على البيئة، وأيضًا كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح، وعدم إساءة استخدامها. هذا بجانب اختيارهم القدوة السليمة، التي تفيدهم في حياتهم. وشملت فعاليات المهرجان احتفالات غنائية وفنية، بجانب مسابقة اختيار ملكة جمال سيدات مصر، والتي فازت بها سما كامل، ومسابقة ملكة جمال آنسات مصر، والتي فازت بها بسنت رشدي، وملكة جمال الأناقة وفازت بها الإعلامية رنا الطوخي. واستحدث المهرجان مسابقة "مستر إيجيبت". وشهد الحفل حضور عدد كبير من المهتمين بمجال الموضة والأزياء، منهم مصممة الأزياء المتميزة دينا حجازي. ورغم تلك الأجواء في الاحتفالية الرائعة، فإن الشيء الذي أثار انتباه رواد السوشيال ميديا وتصدّر الترند في الحفل، لم يكن الاحتفال ولا مسابقات المهرجان المختلفة. لكنه كان المنديل الذي وضعته ياسمين الخطيب على فستانها. وتساءل البعض عن سر وضع ذلك المنديل، وقالوا: هل لم تجرِ الإعلامية ياسمين الخطيب أي بروفات على الفستان، قبل أن ترتديه في المهرجان، وتكتشف أنه بحاجة إلى تعديل؟ أم أنها تعمّدت ذلك لكي تتصدر الترند؟! وأيًا ما كان السبب، فإن الشيء الذي توقفت عنده هو أننا تركنا المهرجان والجهد الذي بذل فيه، وتحدثنا عن المنديل! ثم لماذا نتحدث عن إعلامية تقدم برامج شهيرة مثل ياسمين الخطيب من خلال منديل؟ بالتأكيد هو ليس المنديل الذي غنّى له الفنان الراحل عبد العزيز محمود "منديل الحلو يا منديله، على دقة قلبي بأغني له"، لكنه منديل الترند! فهل أصبحنا نترك الحدث نفسه، ونبحث عن أمور هامشية حدثت لكي نثير عليها ضجة كبيرة؟ وكأننا لا يعنينا الحدث بقدر اهتمامنا بأشياء هامشية وقعت بشكل عفوي، أو متعمد لكنها بعيدة عن الموضوع نفسه! مثلما حدث مع الفنان أحمد عبد العزيز في أحد المهرجانات، فقد تركنا المهرجان وتحدثنا عن اللقطة الشهيرة، التي لم يسلم فيها أحمد عبد العزيز على أحد المعجبين! وثارت ضجة كبيرة حول الموضوع. كما تركنا مباراة مصر وإثيوبيا وتحدثنا فقط عن السؤال الهام، والجوهري، والجهنمي، وهو: هل سلّم زيزو على مديره الفني حسام حسن أثناء تبديله أم لم يسلم؟! لماذا أصبحنا نهتم بالفرعيات ونترك الأساسيات؟! وكأننا نأكل القشرة ونترك الثمرة! وهنا أتذكر الفنان الراحل الجميل فؤاد المهندس في فيلم "مطاردة غرامية" الذي كان يعجب بالمرأة فقط بسبب جمال حذائها. فهل أصبحنا نرى الأشياء من خلال أتفه ما فيها. ونحكم على الشيء، من خلال اللاشيء! حتى أننا صرنا نصنع نجومًا لامعة، من كومة من القش. ونقزّم الأمور ونضع لها عنوانًا واحدًا، وهو كلما زادت التفاهة كلما أصبح بإمكانك اعتلاء منصة الترند.