لم يتوقع أحد أن يكون مشهد العثور على رضيع داخل القطار القادم من القاهرة متجهًا إلى الصعيد هو بداية قصة مأساوية صادمة، فبينما كان الركاب يتحركون في محطة قنا، فوجئوا بصوت بكاء خافت لطفل حديث الولادة تُرك وحيدًا بين مقاعد الركاب. التحريات قادت إلى طالبة بالثانوية الصناعية لم تكمل عامها الثامن عشر، من محافظة سوهاج، اضطرتها ظروفها وقراراتها الخاطئة إلى أن تترك وليدها داخل القطار في محاولة يائسة للهروب من جريمة غرام وقع في الحرام. بدأت الحكاية كغيرها من قصص الحب والقرابة، نظرات خفية ووعود صغيرة بين فتاة مراهقة وابن عمها، لم يكن في الأمر ما يثير الانتباه، فهما يلتقيان في بيت العائلة، ويقضيان وقتًا طويلًا معًا، لكن تلك المشاعر البريئة لم تظل في حدودها، سرعان ما تحولت إلى علاقة سرية تكبر مع الأيام. ومع مرور الوقت، صارت الفتاة أسيرة خوفها، تخشى أن ينكشف سرها، أو أن يعرف أهلها بما حدث، وحين ظهرت نتائج العلاقة، وجدت نفسها أمام مأزق لا مخرج منه، لم تكن ناضجة كفاية لمواجهة الحقيقة، فاختارت طريق الهروب، هناك، في محطة القطار، وصلت القصة إلى فصلها الأكثر قسوة. لكن خيوط الحكاية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات الواقعة وضبط الفتاة، والتي اعترفت بارتكاب للجريمة، لتتحول قصة حبها الممنوعة إلى درس قاسٍ عن عواقب الأخطاء.