ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يواصل خلال ولايته الثانية، اتباع نهج شخصي غير تقليدي في إدارة العلاقات الخارجية، حيث يعمد إلى التواصل المباشر مع قادة العالم عبر هاتفه المحمول الشخصي، متجاوزًا القنوات الدبلوماسية الرسمية. وبحسب الصحيفة، فإن ترامب، المعروف بشغفه بالمحادثات الودية غير الرسمية، أعطى رقمه الشخصي لعدد من زعماء العالم، وبات يتلقى اتصالات ورسائل نصية من عدد منهم، تتنوع بين مناقشة قضايا دولية حساسة وتبادل الأحاديث الشخصية الخفيفة، في إطار سعي هؤلاء القادة إلى البقاء ضمن دائرة اهتمامه. وأضافت الصحيفة، أن ترامب كان يطالبهم بالتخلي عن البروتوكولات الدبلوماسية المعتادة والاتصال به ببساطة. ونقلت بوليتيكو عن مصادر مطلعة أن من بين القادة الذين يتواصلون مع ترامب بهذه الطريقة: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مشيرة إلى أن ترامب سيلتقي بستارمر في جولة جولف مرتقبة باسكتلندا اليوم الاثنين. وبحسب الصحيفة، أعرب مقربون من ترامب الذين لم يُكشف عن هويتهم عن اندهاشهم أحيانًا من طبيعة الأحاديث التي يسمعونها خلال تلك المكالمات. وروى أحد المطلعين على مكالمة جرت بين ترامب وماكرون أن الرئيسين تبادلا التحية بطريقة مرحة، حيث نادى ترامب نظيره الفرنسي قائلًا "إيمانوووويل" بشكل مبالغ فيه، فرد عليه ماكرون ب"دونالدددددددددد"، في تبادل وُصف بأنه "مثير للسخرية ومُسل في آن". ويشير دبلوماسيون أوروبيون إلى أن هذا الأسلوب غير الرسمي ساعد على تحسين العلاقات الشخصية بين ترامب وزعماء العالم، مما أدى بدوره إلى تحقيق نتائج أكثر إيجابية. وفي هذا السياق، تطرقت الصحيفة إلى قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عقدت الشهر الماضي في هولندا، حيث أعلن ترامب، عقب لقائه عددًا من القادة الأوروبيين الذين وصفهم ب"العظماء"، تغييره لموقفه تجاه الحلف، قائلًا إنه بات يرى أمن أوروبا "ليس عملية احتيال". ومنذ ذلك الحين، وافق على تقديم مساعدات دفاعية إضافية لأوكرانيا، بشرط أن تتحمل الدول الأوروبية التكاليف الأساسية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي قوله: "التوتر تراجع، وهناك توافق أكبر في بعض القضايا. ويعود ذلك جزئيًا إلى أن قادة العالم باتوا أكثر تواصلاً شخصيًا مع ترامب، وأكثر حرصًا على استمالته في اللقاءات الخاصة".